بيلسان

............

11 April, 2006

جذور بلادي

أحمد فياض-غزة
"جذور بلادي" تحت هذا الاسم يواصل الفنانون التشكيليون في جامعة الأقصى بقطاع غزة نحت أطول جداريه تتحدث عن الحقبة التاريخية التي مرت بها فلسطين وما شهدته من أحداث صراع وسلام على مدى قرون مضت وحتى اليوم.
يبلغ طول الجدارية التي تمتد على إحدى أسوار الجامعة 70مترا وبارتفاع 3 أمتار مقسمة إلى أجزاء متسلسلة ومتكاملة يصور كل منها جزءاً من تاريخ الفلسطينيين على أرض فلسطين.
الجدارية تتحدثوتبدأ الجدارية المصنوعة من الإسمنت المسلح بمرحلة ما قبل عام 1948 وتصور الأجواء التي كان يعيشها الفلسطينيون، والتي مهدت لأحداث النكبة عام 1948 وتهجير السكان من أراضيهم من قبل قوات الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، ثم تنتقل الجدراية لتجسد اشتعال فتيل الانتفاضة الأولى ومرحلة قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك إلى أرض الوطن وتوقيع اتفاقية أوسلو وما تبعها من أحداث انتفاضة الأقصى.
وتنتهي الجدراية -التي ما زالت قيد التنفيذ- بنحت يبرز من خلاله العلم الفلسطيني فوق منطقة مرتفعه تحلق فوقها الطيور في إشارة إلى تحرير قطاع غزة من قبضة الاحتلال الإسرائيلي.
المسؤول عن مشروع نحت الجدارية غانم الدن رئيس جمعية الفنانين التشكيلين بمخيم البريج للاجئين قال إن الجدارية تمثل أطول لوحة منحوتة في فلسطين.
وأضاف في حديث للجزيرة نت، أن المنحوتة تهدف إلى تعزيز المعرفة البصرية لدى الأجيال الفلسطينية القادمة بأصالة الحضارة الفلسطينية، مشيرا إلى أن إنجاز المنحوتة جاء ثمرة دورة تدريبية أجرتها جمعيته لـ12 فنانا وفنانة من أجل تطوير قدراتهم وتحسين أدائهم في فن النحت، قبل مباشرتهم عمل الجدارية التي سيستغرق العمل بها حسب المدة الزمنية المحددة للانتهاء منها شهرا كاملا.
صعوبات و معوقاتوعن الصعوبات التي واجهت الفنانين في عمل الجدارية، أكد مروان شاهين المشرف العام على عمل الجدارية أن الحصار الإسرائيلي حال دون وصول الإسمنت المسلح الذي يستخدم بشكل أساسي في عملية النحت، إضافة إلى قلة المواد الخام الأخرى والأدوات التي تستخدم في عملية النحت.
وأوضح للجزيرة نت، أن الفنان الفلسطيني يشعر بأنه يلعب دورا بارزا في تحديه للاحتلال الإسرائيلي عندما يتغنى بالحرية والمقاومة ويعبر عنهما برسوماته رغم محاولات الاحتلال تكميم الأفواه.
من جانبه قال الفنان التشكيلي فارس عياش "28" إن مشاركته في الجدارية تعطيه الدافعية نحو إبراز معاناة الشعب الفلسطيني على مر العصور وما ذاقه من آلام الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الهدف من وراء نحت الجدارية هو ترسيخ الماضي والحاضر الفلسطيني في أذهان الأجيال التي ستشاهد هذا العمل ليكون سجلا يرصد التغيرات التي تبلورت عن التاريخ الفلسطيني حتى اللحظة.
من جهتها دعت الفنانة رنا بطراوي "23" والمشاركة في عمل الجدارية الفنانين الفلسطينيين من أجل كبح جماح محاولات طمس وتهويد الهوية الثقافية والتراث الفلسطيني الحضاري والإنساني. وحثت المؤسسات الثقافية والفنية العربية على المساعدة لتوفير الدعم للوصول إلى رصد وتسجيل وتوثيق الحركة التشكيلية الفلسطينية بما يليق وموقع فلسطين التاريخي والتراثي والحضاري والنضالي.
ـــــــــــــــــمراسل الجزيرة نت

0 Comments:

Post a Comment

<< Home