رذائل الزمان

تقرأ أحياناً ما هو غاية في الإبتذال لكنك لا تستطيع أن تمر عنه دون أن تتوقف قليلاً, والذي استفزني أمس ليس الخبر المنشور على أغلب المواقع الالكترونية عن عدم استبعاد هيفاء وهبي ارتداء الحجاب, وانما بحجم تعليقات القراء عليه, وانشغالهم به, الأمر الذي جرني لاحقاًً للتورط في الكتابة عنه!
فهذا الهوس بأن هؤلاء الفنانين سيشكلون إضافة نوعية للإسلام لو أنهم تحولوا الى النشاط الديني, ليس جديداً; فما زلنا نتذكر الابتهاج العارم الذي أصاب الأمتين العربية والإسلامية حينما توالت الإشاعات قبل أشهر عن اعلان " مايكل جاكسون " إسلامه!
حتى أن البعض تحدث عن عزمه ارتداء الحجاب!!
هيفاء وهبي تقول أمس أنها لا تستبعد الهداية, ثم تنفي أن دولاً عربية منعتها من الدخول, فتؤكد (وكأنها تناكف محمود الزهار) : كل الدول العربية مفتوحة أمامي!!
والمشكلة أن هؤلاء الفنانين حين يغيرون اتجاههم يبقون مُصرّين على النجومية, وعلى امتلاك الجماهيرية; فيتحولون مباشرة الى دعاة ووعاظ على الفضائيات!
ولا يسمح لك حينها أن تتساءل : كيف لأمرأة كانت راقصة أو ممثلة قبل أسابيع أن تصبح داعية لها الحق بتوبيخ الناس في برنامجها على عدم التزامهم بالدين?!!
نفهم تماما أن الله هداها, وهجرت الفن, والتزمت بالصوم والصلاة (الحج والعمرة كانت تؤديهما كطقس سياحي قبل الهداية...) ولكن كيف أمكنها خلال أسابيع أن تملك من الفقه والأحكام الشرعية ما يمكّنها أن تفقهنا في الدين?!
وهل النجوم يجب أن يبقوا نجوماً, على افتراض أنهم يجمعون بين العلم في الإغراء وبين أحكام الدين, وأنه من حقهم تزعم الناس وتوجيههم, وأن الناس مدعوون لتصديقهم والإمتثال لآرائهم سواء أسلموا أو فجروا?!
سياق الحال أن الناس بلا رأي, ولا عقل, وأنهم إن عرضت عليهم الراقصة أفخاذها المكشوفة فمطلوب منهم التصفيق وان رأت فضيلة الفنانة المعتزلة أن تؤم بهم في الصلاة فعليهم أن لا يناقشوا!!!
أيها الناس... تذكروا دائماً أن هؤلاء النجوم الفارغين من أي محتوى يصعدون على أكتافكم, وأن هؤلاء الغانيات يتجهن حين لا تعود تنفع عمليات التجميل الى منصة أخرى للنجومية, للبقاء على شاشاتكم بأي ثمن, حتى لو اقتضى الأمر الحجاب!!0

2006-05-14
ابراهيم جابر ابراهيم