بيلسان

............

11 June, 2006

دوامة العنف التي اشعلتها اسرائيل لن تتوقف قريبا



من ستة الى ثمانية ظلت حصيلة المجزرة التي اقترفتها القوات الاسرائيلية في غزة تقفز على مدى الساعات القليلة الماضية وحتى كتابة هذه الكلمات الى اربعة عشر قتيلا دون اعتبار للمصابين من النساء والاطفال وغيرهم من ابناء الشعب الفلسطيني الامر الذي دفع محمود عباس ولاول مرة ان يصف ما يجري بانه ابادة جماعية يتعرض لها الفلسطينيون فيما اعلنت «حماس» بدورها انتهاء مرحلة الهدنة التي التزمت بها حتى الان بما ينذر بان دوامة العنف التي اشعلتها اسرائيل لن تتوقف قريبا....

لقد حرصت اسرائيل ومنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر على ان تكون الشريك الاول للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب ونجحت في تسويق صورة الضحية المستهدفة في امنها واستقرارها وجعلت من ذلك مظلة لممارساتها اللامشروعة ضد الفلسطينيين تحت شعار الدفاع عن النفس. وقد جاءت الاحداث الاخيرة التي اهتزت لها غزة لتذكر المجتمع الدولي بحجم وابعاد الماساة الانسانية المنسية في خضم الاخبار المتواترة عن ظروف وملابسات مقتل زعيم القاعدة في بلاد الرافدين...

ولاشك ان ما حدث ويحدث في الاراضي الفلسطينية من قصف يومي بالصواريخ وتقتيل وخراب ودمار ليس سوى تكريس لقانون الغاب وتثبيت لمنطق القوة والاستعلاء والاستخفاف بكل القوانين والاعراف الدولية وتشريع للجريمة وتاكيد على ان اسرائيل فوق كل القوانين وفي مامن من أية عقوبات او ملاحقات. وبدون شك فان في ذلك تاكيد ايضا على ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مصر على مواصلة انتهاج خيارات سلفه ارييل شارون واقتفاء خطاه في تنفيذ سياسة الارهاب المنظم.

ولعل ما شجع اسرائيل ويشجعها اليوم على مواصلة انتهاج سياسة الجريمة المعلنة والاغتيالات الموجهة والتجويع والعقوبات الجماعية واختطاف المرضى والمصابين من المستشفيات وهو اخر ما ابتدعته قوات الاحتلال في عالم انتهاك حقوق الانسان هو ذلك الصمت الدولي المريب والتجاهل الذي تجاوز كل حدود المعقول ليبلغ حد التواطؤ والتسليم بما تفرضه اسرائيل من مخططات لفرض الامر الواقع...

فعندما تمنح اسرائيل نفسها حق محاكمة النوايا وقتل الاطفال والحوامل والنشطاء الفلسطينيين ومحاصرة شعب باكمله يخرس العالم ويصاب بحالة من البكم والصمم. ولعل المؤسف ان يتزامن هذا المسلسل الاجرامي مع استمرار الخلافات والانقسامات والصراعات بين الفصائل الفلسطينية كما بين المؤسسات الرسمية التي لا تزال عاجزة عن تجاوز خلافاتها وتغليب المصالح الوطنية العليا لتزيد في تعميق الجراح وتراجع القضية الاساسية عن الموقع الذي يجب ان تكون فيه في الاعلام الدولي وامام الراي العام وعلى الساحة الدولية ولاشك ان اسرائيل تبقى اليوم المستفيد الاول من الوضع السائد على الساحة الفلسطينية كما على الساحة الدولية.

لقد اختلف المجتمع الدولي وفي مقدمته الامم المتحدة منذ هجمات نيويورك في تحديد مفهوم للارهاب والارهابيين وتجاهلت بذلك حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال في السيادة وتقرير المصير ولكن الاكيد ان وجه الارهاب واحد عندما يستهدف المدنيين الابرياء سواء لبس الارهاب ثوب المدنية و تسلح بالاسلحة المتطورة العصرية او تدثر بثوب الجاهلية متعهدا بقطع الرقاب والاعناق ....

بقلم: آسيــــــا العتــــــروس

0 Comments:

Post a Comment

<< Home