الاردن: وزير داخلية سابق يناشد السلطات ادخال مذكراته
رشيد أدخل بعض النسخ وكتابه السرايا والقرايا يستنسخ علي نطاق واسع
فشل وزير الداخلية الأردني الأسبق الجنرال نذير رشيد في مفارقة جديدة من مفارقات الساحة السياسية الأردنية في ادخال كتاب جديد ألفه مؤخرا وضمنه مذكراته الي السوق الأردنية، حيث لا زالت سلطات الرقابة علي المطبوعات تمنع دخول كتاب الجنرال رشيد للسوق المحلية خشية اثارة جدل داخلي يعيد انتاج النقاش الذي شهدته البلاد عندما كشف رئيس الديوان الملكي الأسبق عدنان أبو عودة عن بعض أسرار الماضي.وكتاب رشيد الذي كان ايضا مديرا لجهاز المخابرات يحتوي حسب بعض الشخصيات التي اطلعت عليه علي مجموعة كبيرة من الأسرار الهامة التي تتعلق بشخصيات وأحداث مهمة وقعت في فترة السبعينيات من القرن الماضي وهي فترة شهدت تقلبات سياسية وأمنية كثيرة في الساحة الأردنية.وعكف رشيد علي مدار عامين علي اعداد مذكراته واستعان بالكثير من الشخصيات وجمع الكثير من المواد الأرشيفية والوثائق وفشل في تأمين طباعة الكتاب واسمه حساب السرايا والقرايا داخل البلاد التي ادار وزارة داخليتها في فترة سابقة.والآن يتصل الجنرال رشيد بالعديد من المسؤولين والسياسيين في محاولة لا زالت فاشلة بأمل التمكن من ادخال كتابه رسميا للأسواق المحلية، ويحاول التوسط من اجل انجاز ذلك لكن سلطات ادارة المطبوعات تنتظر قرارا سياسيا يسمح لها بادخال هذا الكتاب الذي اثار الكثير من الجدل حتي قبل الاطلاع علي مضامينه.وتعتبر هذه من المرات النادرة التي يضطر فيها جنرال سابق من أهم جنرالات الحكم وتقلد مناصب رفيعة المستوي علي مدار أكثر من عقد للتوسط لكي يدخل مذكراته الي البلاد، لكن تقدير الوسط الحكومي ان كتابا من هذا النوع وفي حالة ادخاله رسميا سيشجع جنرالات آخرين، من المتقاعدين علي اعداد مؤلفاتهم وسيثير جدلا واسعا ليس علي صعيد القضايا والملفات الداخلية المسكوت عنها او المثيرة ولكن علي صعيد البعد القانوني في الكشف عن وثائق وأسرار الدولة حيث يضع القانون قيودا واسعة في هذا الاتجاه وحيث لا تتضمن التقاليد السياسية في الأردن اعترافات او فضح أسرار او مذكرات من النوع الذي أثاره رشيد وقبله ابو عودة وبعدهما الدكتور مروان المعشر.ولا تقول السلطات علنا انها ترفض السماح بدخول كتاب الجنرال رشيد ولا تذكر أسباب المنع لكن الرجل ووفقا لاتصالات الصحافيين معه يتحدث عن اساءة بالغة تلحق به جراء منع الكتاب في بلاده واضطراره اصلا لطباعته خارج الأردن رافضا المزاودة عليه فيما يتعلق بالحرص علي اسرار الدولة او مصالحها العليا كما يقول. ويحاول الجنرال رشيد وهو اول مسؤول أمني رفيع المستوي ينشر مذكرات موثقة عن أحداث ووقائع خطيرة في تاريخ المملكة خلق رأي عام واعلامي يناصره في الافراج عن مذكراته التي قررت سلطات الرقابة حبسها رغم أنها تعود لرجل حبس الكثيرين في الماضي وكان يوقع علي قرارات الاعدام كما يقول كاتب صحافي ساخر.ويعتبر ما يحصل مع الجنرال رشيد بمثابة مفارقة غير مسبوقة حيث يتعرض كتابه للرقابة والمنع بعد ان كان في موقع قمع الكثير من الأراء في الماضي، لكن كتاب رشيد وبصرف النظر عن ظروف نشره وأهداف هذا النشر ساهم في احياء اسم هذا الجنرال المتقاعد في الواقع السياسي والاعلامي.وفي الواقع يتحدث المراقبون عن مفارقة أخري بعنوان مخالفة الجنرال للتعليمات والقوانين عبر ادخاله بصفة شخصية لعدة نسخ من مؤلفه المثير للجدل وتوزيعه بدون الحصول علي اذن مسبق في هذا الخصوص، لكن سلطات المطبوعات تتغاطي عن هذه المخالفة بسبب مكانة الرجل وتاريخه وسعيا لتجنب خدمة ترويج الكتاب.وفي الواقع ايضا تمكن عدد كبير من الصحافيين والسياسيين من الاطلاع علي كتاب السرايا والقرايا عبر التوزيع الشخصي من قبل المؤلف حيث بادر الكثيرون لاستنساخ الكتاب قبل الترخيص له بالدخول كما نشرت عدة مقالات عن الكتاب مما يثبت انه متاح للقراء المهتمين وعلي نطاق واسع في اطار النخبة. ويتبادل الصحافيون في عمان تسريبات عن احتمال قيام دعاوي قضائية ضد الكتاب والمؤلف تخص بعض المعلومات عن مسؤولين سابقين اتهمهم الكتاب مباشرة بتلقي رشاوي من حركة فتح والرئيس الراحل ياسر عرفات ابان الاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد في أحداث أيلول لعام 1970.
عمان ـ القدس العربي ـ من بسام البدارين
0 Comments:
Post a Comment
<< Home