بيلسان

............

25 July, 2007

خدمة التوصيل المجاني للأرجيلة



لم تعد خدمة التوصيل المجاني أو"free delivery"، التي بدأت في الأردن بين قطاع مطاعم الوجبات السريعة مع بداية الألفية الثالثة، تقتصر على خدمات الطعام والشراب فحسب؛ بل امتدت لتشمل توصيل خدمات جديدة في قطاعات مختلفة لمواكبة متطلبات الرفاهية التي تفرضها طبيعة الحياة العصرية.
وفي حين انتشر سابقاً توصيل الورود والهدايا، ظهرت خلال العام الماضي خدمات "تسترعي الانتباه" مثل توصيل الأرجيلة إلى المنزل كخدمة جديدة من نوعها، يرى فيها البعض مؤشراً يجمع بين "الرفاهية والكسل" على حد تعبيرهم.
ويعزو البعض انتشار هذه الخدمة إلى "تزايد الإقبال على الأراجيل في المنازل"، وهو ما تؤكد عليه ربة المنزل رندة، التي ترى في خدمة توصيل الأراجيل إلى المنزل"توفيراً للوقت والجهد إضافة إلى الحفاظ على نظافة المنزل؛ لاسيما وأن الأرجيلة تصل جاهزة ويصل معها الفحم مشتعلاً".
ويأتي حديث علي عبدالهادي(35 عاماً) موافقاً لحديث رندة(31 عاماً)؛ لاسيما وأنه يشترك معها في تفضيل تدخين الأرجيلة في المنزل، كما يجد في خدمة توصيل الأراجيل"خطوة عملية لاسيما في المناسبات"؛ إذ يصل العدد المطلوب من الأراجيل بالنكهات المطلوبة تبعا لرغبة المعازيم من دون الحاجة لتأمين المواد والأدوات اللازمة لصنعها منزلياً.
ويتطلب توصيل الأرجيلة، بحسب صاحب محل"على مزاجك" لخدمة توصيل الأراجيل حسام عطية، من30-45 دقيقة. لافتاً إلى أن الأرجيلة تصل إلى صاحب الطلب بـ"سيارة مخصصة لهذا الغرض مع كمية من الفحم المشتعل بمبلغ يتراوح من5-6 دنانير بحسب نوعية المعسل".
وفي حين يزداد سعر الأرجيلة Delivery عن سعرها المعتاد في أي مقهى بمعدل يتراوح من 2-3 دنانير، يضاف إلى كل أرجيلة رأس مجاني.
ويدرج أستاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة د.حسين محادين انتشار هذا النوع من الخدمات في بعض جوانبها ضمن إطار "المظاهرالاجتماعية الاستهلاكية"، الذي يوحي وهماً للأغلبية بأنهم "معاصرون". غير أنه في الوقت نفسه يرى في هذه الخدمات "ما يعبر عن حالة مصاحبة لشكل التحولات التي يعيشها المجتمع الاردني فيما يتعلق بظهور مؤسسات موازية لمؤسسات المجتمع التقليدي".
ويمثل على ذلك قائلاً "اقتصرت خدمات الطعام سابقاً على البيت، غير أن انتشار هذه الخدمات مؤخراً يشكل مؤشراً على تخلي الأسرة عن أدوارها التقليدية لصالح مؤسسات موازية كخدمة توصيل الوجبات السريعة مقابل أجر".
وتعكس هذه الحالة، بحسب محادين، صورة عن"ضغوطات الحياة والانشغالات التي تدفع بالفرد للتفكير من منطلق العائد الاقتصادي"، لاسيما عند مقارنته ذلك بقيامه فردياً بمثل هذه الأدوار التي تزداد تكلفتها عليه مقارنة بتأمين هذه الخدمة جاهزة من المؤسسة الموازية.
ومن أحدث الخدمات المقدمة أيضاً توصيل الأقراص المدمجة "DVD" وهي قليلة ومحصورة بجهات محددة.
بدوره، يبين أحد العاملين في قطاع خدمات التوصيل المجاني أن خدمة توصيل الـ"DVD" ظهرت العام الماضي لما توفره "من توفير لوقت وجهد الزبون"، خصوصاً وأن الموقع الإلكتروني الخاص بهذه الخدمة يوفر للزبون اختيار الفيلم المرغوب من مكتبة تحتوي على1500 خيار.
ويشير إلى تعاملهم في خدمة توصيل الـ"DVD" مع أشخاص من "ذوي الخبرة" في التعامل مع الطلبات عبر الهاتف، إضافة إلى "الخبرة في التوصيل بطريقة محترفة استناداً إلى الخرائط".
من جانبه، يتحدث رجب شرقاوي الموظف في أحد محلات الورود في عمان الغربية عن خدمة التوصيل في مجاله، حيث انها "متبعة من قِبل كثيرين، وتدخل من ضمن المجاملات الاجتماعية". غير أنه يضع شرطاً لذلك بأن "تزيد قيمة الورد عن20 ديناراً".
ويبين أن توصيل الورود يتم بعد فترة "تتراوح من30 دقيقة إلى ساعة ونصف، ويتحكم في المدة حجم الورد وتنسيقه إضافة إلى بعد المنطقة المراد توصيل الطلب إليها".
"ويحمل بوكيه الورد في الغالب كرتاً بالعبارة المطلوبة، مع اسم المرسل إن رغب بالإفصاح عن هويته" بحسب شرقاوي.
ويربط محادين انتشار خدمات التوصيل المجاني في بعض المجالات العلاجية لاسيما الشعبية منها بتلك التي تعالج "مشاكل جنسية". موضحاًٍ أنها تنتشر في الصحف الإعلانية متبوعة بعبارة "السعر شامل التوصيل".
ويرى محادين أن ذلك يعود"لتهربنا من الموقف الاجتماعي؛ إذ ان الثقافة الاجتماعية لا تحبذ الخوض بالمسائل المتعلقة بالجنس علناً".
"وفي هذا السياق يمكن تفسير سيادة وانتشار مثل هذه الخدمات المتنوعة؛ لتشبع متطلبات الحداثة من غير التعارض مع المنظومة القيمية للمجتمع" بحسب محادين

عمّان -ا لغد

0 Comments:

Post a Comment

<< Home