بيلسان

............

30 April, 2007

السفارة الاسرائيلية في الاردن تفشل في تنظيم حفلها السنوي في الفنادق المحلية

الطعام أحضر من تل أبيب والشخصيات الرسمية تغيبت عن الحفل والمشاركة الحكومية اقتصرت علي باقة زهور

فشل السفارة الاسرائيلية في العاصمة عمان في ايجاد ولو فندق واحد يستضيف احتفالها السنوي اعاد انتاج وتقييم المشهد الشعبي والوطني العام بخصوص احتمالات التطبيع مع اسرائيل.
وحفلت وسائل الاعلام الاردنية خلال اليومين الماضيين بتعليقات ساخرة تطال القيود التي فرضها المجتمع علي سفارة اسرائيل وعلي المطبعين، فقد استذكر اكثر من معلق وكاتب صحافي ما قاله الرئيس المصري الراحل انور السادات عندما وصف التطبيع بانه لن يتجاوز شقة في عمارة.
ولاحظ احد الصحافيين بان الاردنيين زادوا في الايام الاخيرة من اهتمامهم بمشاهدة فيلم عادل امام الشهير السفارة في العمارة بعد ان فضحت صحيفة يديعوت احرنوت طاقم السفارة الاسرائيلية الذي فشل في ايجاد صالة عامة يقيم فيها الاحتفال السنوي بذكري قيام الكيان الصهيوني كما ذكر الموقع الالكتروني التابع لجبهة العمل الاسلامي.وكانت جميع الفنادق الاردنية بدون استثناء رفضت استقبال الحفل الاسرائيلي رغم ان السفارة عرضت الكثير من المال.وبعدما فشل الاسرائيليون في عمان في مسعاهم فشلوا ايضا في التعاقد مع أي فندق او مطعم اردني لتقديم وجبات الطعام للمحتفلين مما اضطر سفارة تل ابيب الي احضار الطعام جاهزا من داخل اسرائيل لما يقارب من 200 شخص جميعهم من اعضاء السلك الدبلوماسي الاوروبي والامريكي في العاصمة الاردنية.
ولوحظ بان السلطات الاردنية الرسمية تجنبت المشاركة في الاحتفال ايضا حيث لم ترد انباء عن حضور أي شخصية اردنية بارزة لهذا الاحتفال الذي كان يقام سنويا في ارقي فنادق عمان وبحضور سياسي ورسمي مكثف. وقد عبر السفير الاسرائيلي عن غضبه رسميا لما اعتبره استهدافا لسفارته، واضطر الرجل الذي يصفه المسؤولون بالمتعجرف وثقيل الدم كما قال احد الكتاب الي الاكتفاء بحفل صغير في مقر اقامته المعزول في ضاحية الرابية غربي عمان وسط حراسات مشددة.ويعاني مقر سفارة اسرائيل من عزلة شديدة وممتدة فيما لا توجد عمليا اتصالات حكومية دائمة رغم وجود السفارة للعام 13 علي التوالي، وقد اعتبر الكاتب الصحافي فهد الخيطان امس ان ما حصل دليل علي عداء الاردنيين لاسرائيل وفشلها في اختراق الوجدان الاردني كاشفا النقاب عن ان المسؤولين في الحكومة اكتفوا هذا العام بباقة زهور نقلها للسفارة احد العاملين في محلات بيع الورود.
وتحدث خيطان وغيره من الكتاب عن العزلة التامة لمقر السفارة في ضاحية الرابية وهي عزلة مماثلة لعزلة الاسرائيليين في احدي بنايات القاهرة.ويتسق ما حصل مع الضعف الشديد الذي اجتاح مؤخرا جبهة المطبعين مع اسرائيل حيث توارت تماما عن الانظار في الاعوام الاربعة الاخيرة الشخصيات السياسية والبرلمانية والرسمية التي كانت تجاهر في التطبيع تحت عنوان الايمان الاردني بعملية السلام، فيما اغلق الوزراء تماما ابوابهم امام استقبال السفير الاسرائيلي الذي يكتفي بالعمل في مكتبه ثم الاقامة في منزله المحروس بدون اختلاط حقيقي مع أي جهة في المجتمع الاردني.وتدلل التعليقات الكثيرة التي نشرها في يومين موقع عمون الالكتروني المحلي علي حجم العداء الاجتماعي الاردني لسفارة اسرائيل فقد نشر الموقع عشرات الرسائل والتعليقات التي توجه التحية للفنادق والمطاعم الاردنية.
ولم يعد هناك في الاردن الان من يجاهر في العلاقة التطبيعية مع الاسرائيليين باستثناء شخص يدعي طارق الحميدي وهو رجل يعمل في قطاع السياحة ذاع صيته عندما لجأ للمحكمة شاكيا علي رموز لجان مقاومة التطبيع بعد ان وضعت اللجان اسمه ضمن قائمة سوداء باسماء المطبعين الذين قررت النقابات المهنية مقاطعتهم.وكانت نشاطات التطبيع شهدت انحسارا قويا في السنوات الماضية خصوصا بعد حرب اسرائيل الأخيرة علي لبنان حيث لم تتوجه أي وفود أردنية الي اسرائيل وحيث لا يظهر الدبلوماسيون الاسرائيليون في أي نشاطات عامة كما توقفت العديد من المشاريع الثنائية في ظل البرود الشديد بين حكومة أولمرت الحالية وبين الحكومة الأردنية.
القدس العربي

0 Comments:

Post a Comment

<< Home