الروس يغزون العرب بـ500 اعلامي و الوولوسو الافريقية ستهزّ قفا العالم!
اطلق الروس امس اول صواريخهم الاعلامية عابرة القارات، مستهدفين ثلاثمئة وخمسين مليون عربي منتشين كونهم صاروا قصعة اعلامية كثرت عليها الآكلة.
المحطة الفضائية الناطقة بالعربية، والتي تحمل اسم روسيا اليوم تنشد أن تكون وجه روسيا الجميل في العالم العربي لاستعادة النفوذ الذهبي الضائع، الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفييتي في الشرق الاوسط.وربما اختار الرئيس الروسي الاثير فلاديمير بوتين وريث الـ كي جي بي الوفي أن يزف هذا الخبر السار مباشرة للرئيس المصري حسني مبارك في عيد ميلاده، حينما ابلغه في اتصال هاتفي مساء الجمعة بأن الروس قادمون ، فجماعة تولستوي مصرون علي الصحوة والريادة في الحرب والسلام .
ومن المنتظر ان تنافس قناة روسيا اليوم ، التي ستبث من استوديوهاتها في موسكو، عبر الاقمار الصناعية BADR 4 ، NILESAT 103 و HOT BIRD 6 لمدة 20 ساعة يوميا قناتي الجزيرة و العربية والقنوات الغربية الموجهة الي العالم العربي، وهي مهمة لاشك جسيمة وتحد سيكون مثيرا وصعبا، بل شائكا ومشوقا في آن، من المبكر الحكم عليه.ومع التهليل بهذه القناة، في باقة القنوات العربية، والتي لا شك انها ستكون اضافة ثرة لا تشبه غيرها كونها ستنقل روسيا المفقودة بثقافتها المعطاءة وسياستها وحضارتها ـ وهي في كل ذلك عالم خاص من الغموض والتميز ـ الي مشاهد عربي صار متمرسا بفرز القمح من الزيوان، ولم تعد تأخذه فتنة الصورة علي حساب تجاعيد الموقف.
ويبدو ان الروس اختاروا توقيتا ذكيا ومدروسا، بعد ان مهدوا الفضاء والارض للعودة الي المياه الدافئة ، فقد نشطوا سياسيا واقتصاديا، بحيث صار طريق الانزواء مستحيلا عليهم، فأقاموا اهم علاقاتهم التاريخية مع السعودية والامارات وقطر، واعادوا وصل حبل الود الدافئ مع سورية، وما زالوا ينسجون خيوطهم مع الجزائر وليبيا وباقي الدول العربية بتؤدة وأناة.
واختاروا التوقيت الوسط بين اطلاق الفرنسيين محطتهم العربية فرانس 24 قبل اسابيع، وتأهب البريطانيين لإطلاق قناة بي بي سي التلفزيونية الناطقة باللغة العربية في وقت لاحق من هذا العام.لكن المحك الحقيقي لـ روسيا اليوم وهي تحتضن نخبة مميزة من الكفاءات الاعلامية العربية المهاجرة في الغالب هو في كسب قلوب وعقول ملايين العرب المزمنين في التوق للنوافذ المفتوحة علي الموضوعية والحقائق والمواقف الشجاعة، لا عن طريق الوقوع في غواية التحالف مع الانظمة، الذي فتت كثيرا من مجسمات القنوات الموجهة عربيا، وخاصة قناة الحرة الامريكية التي اطلقت عام 2004 لتحسين صورة أمريكا امام الرأي العام الاعلامي العربي والاسلامي، فكانت النتيجة انها سعت لتجميل ما ارتأت انها قيادات الدول المعتدلة فانصرف المشاهدون واعرضوا عن التفاعل والتواصل معها، فلا هي عدلت الصورة الامريكية ولا احدثت جديدا علي النمط الغربي المعروف، بل ربما شوهت دون قصد اهم مصطلحاتها في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.والمحك الاصعب لـ روسيا اليوم سيكون في التنافس مع الجزيرة ، التي صارت منذ انطلاقها طبقا يوميا لغالبية العرب حكاما ومحكومين يتحلق حوله الصغير قبل الكبير.
لكن ربما يكون لروسيا مضمار آخر للسباق، فالمحطة تحتضن حوالي 500 اعلامي وتقني، منهم عدد كبير من الاعلاميين العرب من ممثلي القنوات التلفزيونية العربية، الذين وفد معظمهم من سورية ولبنان، وعلي رأسهم المشرف العام للقناة الدكتور يحيي العريضي، ذو الباع الطويل في حقول الحقل الاعلامي الشائك. وهي بالتالي لن تبدأ من الصفر، فيداها في الطين، اضافة لتميزها بنخبة من الصحافيين والمستشرقين والمستعربين الروس اللامعين الذين التحقوا بمواقعها المسؤولة، والذين تربطهم علاقات اعلامية وثيقة بالشخصيات العربية، حيث يتوقع ان يلعب هؤلاء دورا متميزا في استقطاب مختلف الشرائح العربية والمسؤولين العرب للتواصل معهم سواء بالتأثر أو التأثير.ولعل من اهم مميزات هذه المحطة، والتي يمكن ان تتفرد بها هو ان في حوزة الروس كثيرا مما لم يقل بعد حول التاريخ المعاصر للمنطقة العربية، والمخزون الضخم من المعلومات والملفات التي لم تنشر وما زالت غالبيتها حبيسة الأدراج في الأرشيف السابق للكرملين.
اذا.. المكوك الفضائي الروسي الجديد انطلق بعد طول بيات في القلعة المحاصرة، لكن مساره ونجاحه في ارتياد مقصده ومداره سيحدده مدي عمق الصحوة الروسية هذه، وعليه دعونا نتأمل ولا نسارع في الحكم علي حلم بوشكين.استقراء الخلفيةاخيرا، تراجعت ديكتاتورية الوجه في هيمنتها علي صناعة الفيديو كليب ، فقد اخذ مطرحه مكان أطفح يعرف تحريكه في ساحل العاج بـ الوولوسو ، وهي رقصة مثيرة تعتمد التركيز علي اثارة العجيزات وهزات القفا وانثناءات الارداف ورجفان الاوراك.لكن الحساد لا يريدون ان يتركوا الناس بحالهم، فقد ثارت ثائرة اهالي غينيا علي ذمة الـ بي بي سي ، حينما قدمت فرقة من ساحل العاج عرضا الاسبوع الماضي اعتبره المشاهدون قفويا اباحيا.
وهذه الرقصة ـ للباحثين عن المعرفة ـ تتطلب من المراهقات ارتداء التنورات التي تكشف عن البطن وحزءا يسيرا من الارداف، وتهزها هزا يمنة وشمالا حتي تنعدم الاتجاهات، فيصير الرقص علي طريقة محافل الزار للفتيات والمتعة للجميع، ولّي ما يشتري يتفرج. وهذا النوع من الرقص الافريقي الايروتيكي بات يشق طريقه الي الفيديو كليب العربي الحديث، الذي جهد وبكل امانة في تعويم الخلفيات عن طريق تقصير التنانير واختصار ثلاثة ارباعها لزوم تحريك المشهد والمشاهد في ثنائية غريزية منفلتة وطقس غير روحي.وما دمنا بهذا المكان الاثير من الجسد، فقد توصل باحث الماني مرموق الي اكتشاف حديث، سيغير قراءة الطالع، مرة والي الابد، فقد ذكر المذيع خالد ابو النجا في بداية برنامجه الليلة الكبيرة علي فضائية دبي مساء الجمعة نقلا عن هذا الخبير ان خفايا واسرار ومكنوانات طالع الانسان موجودة كلها في قفاه، وان كبر وصغر حجمها وشكل تكورها او تهدلها يحدد شخصية الانسان وتوجهاته، بل وربما مصيره.
وهذه النظرية ـ ان صحت ـ ستكون كشفا لم يحظ بمثله حتي غاغارين في رحلته الاولي للفضاء، وما يثير هنا اذا كنا في العادة نمد يدنا لقارئ الحظ كي يغوص في خيوطها ومساماتها ويستقرئ لنا مستقبلنا، فماذا عسي قارئ الطالع أن يسأل المستطلع من الان وصاعدا هل يقول له او لها انحن ام أدر لي ظهرك كي اري وأطالع، ام ماذا؟وهل سيكون لهذا الكشف تأثير رجعي علي عرافينا وعلي معاني اغنية عبد الحليم الشهيرة قارئة الفنجان؟ولكن للامانة التاريخية البحتة.. اذا كان هذا الالماني يعتقد انه كان السباق لهذا الفتح الخلفي، فاننا في المشرق العربي عرفناه قبل ان يولد بأزمان.. ألسنا نحن من يقول للشخص المحظوظ ان حظه في قفاه أو ما يرادفها بالعامية؟
أنور القاسم
كاتب من أسرة القدس العربي
0 Comments:
Post a Comment
<< Home