بيلسان

............

30 July, 2007

يوسف العظم

الغد

غيّب الموت أمس المرحوم يوسف العظم أحد ابرز قادة جماعة الإخوان المسلمين، وسيشيع جثمانه من مسجد الجامعة الأردنية بعد صلاة ظهر اليوم الى مقبرة سحاب.
وقال بيان لجماعة الإخوان المسلمين في نعي العظم انه توفي وهو يصلي في المستشفى التخصصي بعد ان سمح له الطبيب بالوضوء.
ورأى المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات، انّ الأردن فقد برحيل العظم شخصية وطنية ساهمت خلال العقود في بناء الوطن والعمل العام في مختلف الحقول التربوية والسياسية والإعلامية والأدبية.
وأوضح أن من سمات الفقيد الشخصية شعوره الدائم مع الفقراء والمساكين، لذلك "اختارته الحركة الإسلامية وزيراً للتنمية الاجتماعية في حكومة السيد مضر بدران".
وقال الدكتور إسحاق الفرحان، أحد أبرز رموز الحركة الإسلامية في الأردن ان العظم من المؤسسين الأوائل في جماعة الإخوان، ومن الرواد الذين شاركوا في مختلف ميادين العمل العام، في التربية والسياسة والدعوة والأدب الوطني والإسلامي الملتزم".
واضاف أن العظم كان أحد السباقين في المشاركة السياسية في الحركة الإسلامية "إذ شارك في الانتخابات النيابية ونجح في العام 1963، واستمر في المشاركة البرلمانية حتى العام 1993.
من جهته، اعتبر الدكتور عبد اللطيف عربيات أنّ العظم كان قائداً تربوياً وسياسياً متميزاً بشهادة الجميع، وكان فارس الكلمة في البرلمان الأردني سنوات عديدة، لكنه في الوقت نفسه كان عضواً ملتزماً في جماعته، سمته العامة التجرد والإخلاص والصدق.
وعرض نائب الامين العام في حزب جبهة العمل الاسلامي الدكتور رحيل غرايبة إلى الأدوار المختلفة والأبعاد المتكاملة في شخصية العظم الذي كان تربوياً وأديباً وسياسياً وخطيباً مفوهاً. واضاف ان العظم كان سبّاقاً في إدخال الأدب والشعر في الأدبيات الإسلامية والقيم التي تسعى إلى نشرها كالمقاومة والوحدة والعطاء.
والفقيد العظم من مواليد مدينة معان عام 1931، في أسرة ذات دخل محدود، والتحق بثانوية عمان ليتابع دراسته فيما بعد بكلية الشريعة في بغداد. وقد تأثر خلال دراسته في بغداد بعدد من شيوخها كنجم الدين الواعظ وقاسم اللقيني وعبد القادر الخطيب ومحمد محمود الصواف. وتخرج في كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1953 وفي السنة التالية 1954 أحرز إجازة التربية من معهد المعلمين بجامعة عين شمس.
بدأ العظم حياته التعليمية مدرساً في الكلية العلمية الإسلامية، وقد استمر بهذا العمل 1954- 1962، وتولى رئاسة تحرير صحيفة الكفاح الإسلامي خلال 1956-1958. وأسس مع زملائه وأصدقائه مدارس الأقصى، واستمر مديراً لها إلى سنوات قريبة، وشارك في عضوية مجلس النواب عام 1963، وعام 1967 إلى أن حل البرلمان عام 1974 بعد قمة الرباط التي اعتبرت منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.وللعظم العديد من الدواوين الشعرية والكتب، منها: "الإيمان وأثره في نهضة الشعوب"، "الشهيد سيد قطب رائد الفكر الإسلامي المعاصر"، "رحلة الضياع
للإعلام العربي المعاصر"، "المنهزمون"، "نحو منهاج إسلامي أمثل". وللفقيد خمسة أبناء وإحدى عشرة بنتاً.

26 July, 2007

الجعفري: لم أصافحه لا باليد ولا بالقدم



الامم المتحدة ـ وكالات:
سواء كانت تلك مصادفة أو كمينا في المرحاض أو اجتماعا مرتبا بحرص فقد سار سفيرا اسرائيل وسورية جنبا الي جنب وربما تبادلا الكلمات للمرة الاولي يوم الثلاثاء. ونفي مندوب سورية الدائم لدي الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن يكون قد صافح المندوب الإسرائيلي دان جيلرمان في مرحاض مجلس الأمن مساء الثلاثاء.
وقال السفير الاسرائيلي دان جيلرمان، للصحافيين إنه تصافح وتحدث مع نظيره السوري بشار الجعفري في مجلس الامن الثلاثاء. وأضاف جيلرمان الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2003 تلك كانت أول مرة نتحدث فيها . وقالت رويترز ، شوهد الرجلان يخرجان من مراحيض الرجال خارج مجلس الامن الي الغرفة المؤدية لقاعة المجلس .وسئل جيلرمان هل ناقشا أي شيء أهم من حالة الطقس فقال لم نناقش حالة الطقس . وسئل هل كانت هناك مصافحة فقال نعم .
إلا أن السفير السوري بشار الجعفري قال لـموقع العربية نت إن هذا الكلام عار عن الصحة جملة وتفصيلا . وأضاف لم أصافحه باليد ولا بالقدم، وقد حاول أن يفاتحني بحديث ولكني كنت أدير له ظهري ولم يحدث أن واجهته وجها لوجه وكان دائما خلف ظهري .
وتابع لقد حاول أن يخلق أمرا واقعا كان قد اتفق بشأنه مع بعض المصورين ليخلق فضيحة وبلبلة علي طريقتهم، وهذا الشخص من هواة هوليوود ولكنه فشل في فيلمه معي .
وقال الجعفري حاول السفير الاسرائيلي في الماضي عدة مرات أن يحدثني ولأنه فشل في الماضي حاول هذه المرة أن يخترع قصة ويأتي بكاميرات ولكن لم ينجح .ولفت الجعفري إلي أن المكان الوحيد المناسب للحديث هو طاولة المفاوضات وليس في المراحيض ، واصفا ما قام به السفير الاسرائيلي بأنه ممارسات طفولية لا تعكس نضجا ديبلوماسيا . وفيما إذا كان يتوقع استئناف المفاوضات قريبا، قال السفير: هناك أطراف دولية فاعلة خير تدخل علي الخط من حين لآخر وتنقل الرسائل كما قال الرئيس لأسد في خطابه لكن هذه الجهود والمبادرات لم يتبلور أي شيء منها.

25 July, 2007

درس الممرضات البلغاريات



بالافراج عن الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، وعودتهم جميعا الي صوفيا علي متن طائرة رئاسية فرنسية، يكون الستار قد اسدل رسميا علي قضية محرجة لجميع اطرافها، وخاصة الطرف الليبي، ظلت تحتل عناوين الصحف، ومحور اتصالات دبلوماسية متعددة الاطراف.السلطات الليبية تعرضت لعملية ابتزاز اوروبية غير مسبوقة، فقد تحالفت ضدها جميع الحكومات الاوروبية ومعها الولايات المتحدة الامريكية، واحكمت العزلة عليها علي الصعد كافة، وربطت كسرها بالافراج عن هؤلاء دون شروط.نعترف اننا في هذه الصحيفة لم نصدق مطلقا الرواية الرسمية الليبية التي كانت تؤكد ان هؤلاء الستة اقدموا علي حقن الاطفال الليبيين بفيروس الايدز، ليس لاننا ضد ليبيا ومع البلغار، وانما لاننا لا نثق مطلقا بالانظمة القضائية العربية جميعا، ولا يمكن ان نقتنع بان خمس ممرضات وطبيبا فلسطينيا اقدموا جميعا علي هذه الجريمة، وليس واحدة او اثنتين. فمهما تحجرت قلوب هؤلاء ومهما حملوا من احقاد علي العرب، لا يمكن ان يقدموا مجتمعين علي هذه الجريمة البشعة بكل المقاييس.ما حدث في مستشفي بنغازي العام في ليبيا هو فضيحة كبري، لان المسؤولين فيه ارادوا، كعادة العرب في معظم الاحيان، البحث عن كبش فداء اجنبي لتحميله مسؤولية قصورهم واخفاقاتهم. فهذا المستشفي مثل معظم مستشفيات ليبيا، والحكومية العربية الاخري، يفتقد الي ابسط اسس الرعاية الطبية، والادارة الناجحة، ونظم المراقبة المتبعة، واستفحال الفساد، وكان من الطبيعي في ظل هذه الاجواء ان تحدث اخطاء كارثية، عرفنا منها قضية اطفال الايدز التي كانت بمثابة قمة جبل الثلج التي تخفي حقائق مرعبة.عندما دفعت السلطات الليبية ما يقارب الثلاثة مليارات دولار تعويضا لأسر ضحايا حادثة لوكربي الشهيرة، قال السيد عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي، وبشجاعة يستحق التهنئة عليها، ان بلاده اشترت بهذا المبلغ امنها واستقرارها، وخطت خطوة كبيرة نحو المستقبل. ونعتقد انها اضافت خطوة اخري لا تقل اهمية عن الاولي في الاطار نفسه، عندما افرجت عن الممرضات مقابل اكمال كسر العزلة المفروضة عليها من قبل الدول الاوروبية.ليس مهما من دفع التعويضات، وليس مهما تكذيب الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي اكد ان اوروبا لم تدفع يورو واحدا لاهالي الاطفال الضحايا، او تصديق السيد شلقم نفسه الذي اكد عكس ذلك تماما، المهم ان هذه الصفحة قد طويت نهائيا، وخرجت منها جميع الاطراف بالحد الادني من الخسائر.دروس كثيرة يمكن استخلاصها بالنسبة الينا كعرب من هذه المأساة وفصولها الممتدة علي مــــدي ثـــماني سنوات نوجزها في النقاط التالية:اولا: اكد الاوروبيون مرة اخري مدي حرصهم علي مواطنيهم، وتضامنهم جميعا من اجل تأمين سلامتهم، وشاهدنا كيف ان الحكومات الاوروبية المنتخبة لم تكل او تمل علي مدي ثماني سنوات للافراج عن الممرضات، وقاومت كل الضغوط والتهديدات الليبية بصمود رائع. فقد هددت ليبيا بعدم التعاون في ملف الهجرة غير الشرعية، بل استخدمتها كورقة ضغط، وفتحت حدودها وشواطئها للمهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالوصول الي اوروبا، ومع ذلك لم ترضخ اوروبا وتمسكت بمواقفها. لو كانت الممرضات المتهمات مثل زميلهن الفلسطيني من دول عربية واسلامية، لكنّ أعدمن قبل سنوات ودون تردد، ولكن وجود حكومات تحترم مواطنيها خلفهن انقذ حياتهن.ثانيا: علينا ان نسلم كعرب، ان انظمتنا القضائية اضحوكة لا يحترمها او يقبل بأحكامها احد. ولهذا نواجه تدخلات خارجية دائمة لالغاء الاحكام الصادرة عن محاكمها وقضاتها. وقضية الممرضات البلغاريات، والنهاية التي انتهت عليها تؤكد هذه الحقيقة، والشيء نفسه يقال عن الممرضات البريطانيات اللواتي قتلن زميلتهن في السعودية، واعترفن بذلك، واضطرت الحكومة السعودية للافراج عنهن في نهاية المطاف، بل ودفعت الدية ، او التعويضات لأسرة الممرضة القتيلة لاغلاق هذا الملف.ثالثا: الحكومة البلغارية، غير العربية وغير المسلمة، تعاطفت مع طبيب فلسطيني تقطــــعت به الســـبل، ومنحــته جنســيتها، وساوته مع مــواطناتها، وأصــرت علي الافــراج عنه اســوة بــهن، من منـطلق انساني محض، بينـــما لم تتعــاطف معــه اي دولة عــربــية، وتخلت عنــه السلطة الفلسطينية، وزار الرئيس محمود عباس طرابلس الغرب اكثر مــن مـــرة ولم يطرح موضوعه مطلقا مع القيادة الليبية اثناء اجتماعه معها.رابعا: تخلت جميع الحكومات العربية عن ليبيا في الازمة، ولم تتضامن معها، تماما مثلما فعلت اثناء الحصار الامريكي الذي فرض عليها، ولو كان هناك موقف عربي تضامني حقيقي لما تعرضت لكل هذا الابتزاز الاوروبي الجماعي، ووقفت في وجهه منفردة دون ظهر عربي حقيقي يسندها.نتمني ان تستوعب ليبيا اولا، والدول العربية ثانيا، هذه الدروس، وتستخلص العبر منها، وتبدأ مسيرة التأسيس لنظام عربي حديث، يقوم علي الشفافية والعدالة واحترام حقوق الانسان، والقضاء المستقل، ورفاهية المواطن، ومكافحة الفساد باشكاله كافة، واعتماد نظم ادارية عصرية.اكثر من خمسمئة مليار دولار تدخل سنويا خزائن الحكومات العربية كعوائد نفطية، هذا غير عوائد الغاز والمعادن والمنتوجات الزراعية والصناعية الاخري، ومع ذلك من النادر ان تجد مستشفي واحدا يتمتع بالحد الادني من المواصفات العالمية المرعية. لذلك تجد المرضي العرب، يتقاطرون علي مستشفيات اوروبا وامريكا وحتي الهند.ندرك جيدا ان امنياتنا هذه صعبة، ان لم تكن مستحيلة التحقيق في معظم بلداننا العربية، ولهذا نري جميع الامم تتقدم بخطوات متسارعة، وتلحق بركاب التقدم والنمو، بينما نظل نحن نراوح مكاننا، بل نرجع الي الوراء.
عبد الباري عطوان - القدس العربي

خدمة التوصيل المجاني للأرجيلة



لم تعد خدمة التوصيل المجاني أو"free delivery"، التي بدأت في الأردن بين قطاع مطاعم الوجبات السريعة مع بداية الألفية الثالثة، تقتصر على خدمات الطعام والشراب فحسب؛ بل امتدت لتشمل توصيل خدمات جديدة في قطاعات مختلفة لمواكبة متطلبات الرفاهية التي تفرضها طبيعة الحياة العصرية.
وفي حين انتشر سابقاً توصيل الورود والهدايا، ظهرت خلال العام الماضي خدمات "تسترعي الانتباه" مثل توصيل الأرجيلة إلى المنزل كخدمة جديدة من نوعها، يرى فيها البعض مؤشراً يجمع بين "الرفاهية والكسل" على حد تعبيرهم.
ويعزو البعض انتشار هذه الخدمة إلى "تزايد الإقبال على الأراجيل في المنازل"، وهو ما تؤكد عليه ربة المنزل رندة، التي ترى في خدمة توصيل الأراجيل إلى المنزل"توفيراً للوقت والجهد إضافة إلى الحفاظ على نظافة المنزل؛ لاسيما وأن الأرجيلة تصل جاهزة ويصل معها الفحم مشتعلاً".
ويأتي حديث علي عبدالهادي(35 عاماً) موافقاً لحديث رندة(31 عاماً)؛ لاسيما وأنه يشترك معها في تفضيل تدخين الأرجيلة في المنزل، كما يجد في خدمة توصيل الأراجيل"خطوة عملية لاسيما في المناسبات"؛ إذ يصل العدد المطلوب من الأراجيل بالنكهات المطلوبة تبعا لرغبة المعازيم من دون الحاجة لتأمين المواد والأدوات اللازمة لصنعها منزلياً.
ويتطلب توصيل الأرجيلة، بحسب صاحب محل"على مزاجك" لخدمة توصيل الأراجيل حسام عطية، من30-45 دقيقة. لافتاً إلى أن الأرجيلة تصل إلى صاحب الطلب بـ"سيارة مخصصة لهذا الغرض مع كمية من الفحم المشتعل بمبلغ يتراوح من5-6 دنانير بحسب نوعية المعسل".
وفي حين يزداد سعر الأرجيلة Delivery عن سعرها المعتاد في أي مقهى بمعدل يتراوح من 2-3 دنانير، يضاف إلى كل أرجيلة رأس مجاني.
ويدرج أستاذ علم اجتماع التنمية في جامعة مؤتة د.حسين محادين انتشار هذا النوع من الخدمات في بعض جوانبها ضمن إطار "المظاهرالاجتماعية الاستهلاكية"، الذي يوحي وهماً للأغلبية بأنهم "معاصرون". غير أنه في الوقت نفسه يرى في هذه الخدمات "ما يعبر عن حالة مصاحبة لشكل التحولات التي يعيشها المجتمع الاردني فيما يتعلق بظهور مؤسسات موازية لمؤسسات المجتمع التقليدي".
ويمثل على ذلك قائلاً "اقتصرت خدمات الطعام سابقاً على البيت، غير أن انتشار هذه الخدمات مؤخراً يشكل مؤشراً على تخلي الأسرة عن أدوارها التقليدية لصالح مؤسسات موازية كخدمة توصيل الوجبات السريعة مقابل أجر".
وتعكس هذه الحالة، بحسب محادين، صورة عن"ضغوطات الحياة والانشغالات التي تدفع بالفرد للتفكير من منطلق العائد الاقتصادي"، لاسيما عند مقارنته ذلك بقيامه فردياً بمثل هذه الأدوار التي تزداد تكلفتها عليه مقارنة بتأمين هذه الخدمة جاهزة من المؤسسة الموازية.
ومن أحدث الخدمات المقدمة أيضاً توصيل الأقراص المدمجة "DVD" وهي قليلة ومحصورة بجهات محددة.
بدوره، يبين أحد العاملين في قطاع خدمات التوصيل المجاني أن خدمة توصيل الـ"DVD" ظهرت العام الماضي لما توفره "من توفير لوقت وجهد الزبون"، خصوصاً وأن الموقع الإلكتروني الخاص بهذه الخدمة يوفر للزبون اختيار الفيلم المرغوب من مكتبة تحتوي على1500 خيار.
ويشير إلى تعاملهم في خدمة توصيل الـ"DVD" مع أشخاص من "ذوي الخبرة" في التعامل مع الطلبات عبر الهاتف، إضافة إلى "الخبرة في التوصيل بطريقة محترفة استناداً إلى الخرائط".
من جانبه، يتحدث رجب شرقاوي الموظف في أحد محلات الورود في عمان الغربية عن خدمة التوصيل في مجاله، حيث انها "متبعة من قِبل كثيرين، وتدخل من ضمن المجاملات الاجتماعية". غير أنه يضع شرطاً لذلك بأن "تزيد قيمة الورد عن20 ديناراً".
ويبين أن توصيل الورود يتم بعد فترة "تتراوح من30 دقيقة إلى ساعة ونصف، ويتحكم في المدة حجم الورد وتنسيقه إضافة إلى بعد المنطقة المراد توصيل الطلب إليها".
"ويحمل بوكيه الورد في الغالب كرتاً بالعبارة المطلوبة، مع اسم المرسل إن رغب بالإفصاح عن هويته" بحسب شرقاوي.
ويربط محادين انتشار خدمات التوصيل المجاني في بعض المجالات العلاجية لاسيما الشعبية منها بتلك التي تعالج "مشاكل جنسية". موضحاًٍ أنها تنتشر في الصحف الإعلانية متبوعة بعبارة "السعر شامل التوصيل".
ويرى محادين أن ذلك يعود"لتهربنا من الموقف الاجتماعي؛ إذ ان الثقافة الاجتماعية لا تحبذ الخوض بالمسائل المتعلقة بالجنس علناً".
"وفي هذا السياق يمكن تفسير سيادة وانتشار مثل هذه الخدمات المتنوعة؛ لتشبع متطلبات الحداثة من غير التعارض مع المنظومة القيمية للمجتمع" بحسب محادين

عمّان -ا لغد

15 July, 2007

«العربيّة» تكره المقاومة... وتحبّ "إسرائيل"؟


حين تفتح "اسرائيل" أبواب سجونها السريّة لفضائيّة عربيّة... وحين تبثّ المحطة السعودية وثائقياً عن تخلف أهل الضاحية الجنوبية...
ذكرى حرب تمّوز على «العربيّة»، جاءت غريبة ومثيرة للقلق، أو للفضول في أفضل الأحوال. التقت «العربية» ثلاثة أسرى من «حزب الله» في السجون الإسرائيلية. وكانت تلك المقابلات المحور الأبرز في البرنامج الخاص التي قدمته الفضائية السعودية في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
لم تعلن «العربية» اسم المراسل الذي أجرى المقابلات داخل السجون الإسرائيلية، على رغم أن المعلومات تفيد بأنه زياد حلبي الذي أجرى قبل أيام مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.يصعب إنكار «السبق الصحافي» الذي حققته «العربية». لكن في المقابل يصعب تجاهل الخلفيات السياسية التي تقف وراء هذا السبق. لماذا لم تعلن «العربية» اسم المراسل الذي أجرى المقابلات؟ ولماذا لم تذكر أي تفاصيل بشأن كيفية التوصل إليها؟
لماذا فتحت إسرائيل سجونها السريّة لفضائيّة عربيّة؟ ولماذا خصّت «العربية» بهذا السبق؟ هل أرادت أن تبعث رسالة سياسيّة، عبر تسليط الضوء على هؤلاء الاسرى الذين لم يُعلن عن ظروف وقوعهم في قبضة الجيش الغازي؟... رفض المسؤول الإعلامي في «العربية» ناصر الصرامي التعقيب على مسألة المقابلات مع الأسرى.
وأشار نخلة الحاج، مدير الأخبار في القناة، إلى أنه لم يتابع المسألة، وأن الموضوع عند رئيس تحرير الأخبار نبيل الخطيب الذي بقي هاتفه الخلوي مقفلاً نهار أمس.منذ اندلاع حرب تموز، لفتت المحطة السعودية بموقفها من العدوان الذي غطته بشيء من الحيادية والبرود. وها هي تحتفي بذكراه الأولى بحماسة زائدة. في الحرب لم تتعاطف مع المقاومة، وبعد سنة ها هي تقف على شفير الدعاية لإسرائيل! بدا ذلك واضحاً في التقرير الذي قدمته المحطة أول من أمس، وتضمن مقاطع مجتزأة من تصريحات للسيد حسن نصر الله من دون ذكر مناسباتها، ساعية الى اظهار «تناقضات» في خطاب الأمين العام لحزب الله. وبدا واضحاً أن المعدّين بذلوا قصارى جهدهم لتسليط الضوء على أدنى ثغرة في سلوك المقاومة وخطابها.
كأننا بـ «العربيّة» تريد أن تغسل دماغنا: «المقاومة لم تربح الحرب» بل «تسببت في نشر الخراب».ومن «الدرر» البارزة في تغطية العربية أول من أمس، بث الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي «السماء أينما تشاء» الذي أعدّه المخرج محمد سويد، بالاشتراك مع كاتب شاب اسمه فادي توفيق، كانت جريدة «الشرق الأوسط» السعودية تنشر حلقات كتابه الذي ينتقد الضاحية وحزب الله، فيما اسرائيل ترمي قنابلها بالأطنان على الضاحية نفسها!
والفيلم الوثائقي الذي أُعد بتمويل من شركة «أو ثري» التابعة لمجموعة mbc، صوّر الضاحية الجنوبية التي «لا تحوي مطاعم بل افران مناقيش»، على انها بؤرة للفوضى والتخلف، وملاذ لمغتصبي الأملاك ومحتلّي البيوت، وللفئات التي لا تملك أي تقاليد حضارية. الفيلم يروي شهادات لبعض أهالي الضاحية «الأصليين» الذين يرون أنه لا مجال للتعايش مع القادمين الجدد.
شرح هؤلاء التغيير الديموغرافي للضاحية التي تحولت من قرى وادعة وحدائق غناء ومساكن انيقة الى مرتع للفوضى والدمار. وقال المخرج سويد في الحلقة الحوارية التي اعقبت بث فيلمه الوثائقي، إن هدفه أن يثبت استحالة التعايش في لبنان. وركز الفيلم على اغتيالات قادة ومثقفين شيوعيين في اواسط الثمانينيات معتبراً انها كانت في سياق خطة لإتمام سيطرة حزب الله على الضاحية.
نقلا عن صحيفة الاخبار اللبنانية

إليك أهديها حبيبي

يا عمر الأسامي
أسماؤنا أكبر منّا كانت
كانت قبل أن كنّا
أحبكِ من دون اسم
أحبك من دون مجد
ٍوحتى سقوط آخر تاج
وحتى سقوط الغمامة بالنهر
حتى جفاف الينابيع بين التلال
محال



العطش في بلاد النيل العظيم

نيل الغرقي والعطشانين عزت القمحاوي من القدس العربي

صابرلم تكن لديه أية قدرة علي الصبر. نحيل الجسد، يعاني من عرج خفيف يلازمه منذ صباه من أثر شلل الأطفال، لكنه لم يتآلف مع عاهته أبداً ولم ينس ثأره عند الطبيعة التي جعلته يحجل في مشيه ويتعب من أقل مجهود، وكانت نار الغضب الكامنة في قلبه تولد لديه مجازاً عنيفاً يصير مثلاً، وكان حتي من يستهدفهم بسبابه أو سخريته، يرددون مسبتهم بتسامح وابتسام، فإن قلت له إن فلاناً سيدخل النار لظلمه يبادرك علي الفور: النار؟! هكذا ببساطة؟!
إنهم سيصهرونه ويصبونه أحذية للكفار يدخلون بها جهنم! ولايزال الكثير من مجازات صابر المدهشة يتردد كالأمثال، ومنها أن مخه يسيح ويسيل من أذنيه، يقولها تعليقاً علي الوقائع المدهشة التي يعبر الناس عن عدم منطقيتها بأنها غريبة أو غير معقولة أو حتي مذهلة !وفي إحدي المناوشات مع قدره مضي الرجل إلي حيث يمضي الجميع بعد أن ترك مجازه المؤذي، وقبل أن يقرأ العناوين الرئيسية للصحف المصرية صباح أمس الجمعة.
نشرت الصحف أن الرئيــــس أصدر توجيهاته بتقديم المساعدات لضحايا الفيضان في السودان. واستـــمع من وزير الري إلي الاستعدادات والإجراءات الاحترازية لمواجهة موسم الفيضان.ولأن جسد صابر لم يعد فيه من الماء ما يكفي لإسالة مخه، أو تحريك لسانه بسخرياته المريرة، صار لزاماً علي أحد أن يتقدم ويحمل راية الاستعجاب.أعاد الخبر تذكيرنا بأن هناك نهراً في مصر نيلنا العظيم ذاك الذي امتدح أمل دنقل شيخوخته في قصيدة شهيرة، يستعطف فيها الفرعون علي النهر بما أسدي من أفضال للعشاق في الزوارق الليلية. وكان استعطافاً غير موفق من الشاعر انتهي برفض حق النيل في ممارسة الحرية.
وكان علي أمل أن يعرف أن المرء إما أن يكون عاشقاً أو فرعوناً، وفي اللحظة التي يعرف فيها الفرعون الحب يكف عن أن يكون فرعوناً. ناهيك عن أن الاحتفاء بالعشق والعشاق كان أهون أفضال النيل الذي فاز بشهادة من هيرودوت نرددها حتي الآن مصر هبة النيل .وقد ظل النيل حاضراً بعنفوانه في حياة المصريين يفيض غضباً أو بهجة لامبالية فيكنس في طريقه القري، وعندما يقضي من الأرض وطره يهدأ وينسحـــب مخلفاً طبقات جديدة من طين الحياة.اعتاد المصريون لآلاف السنين نزوات النيل وهياجه الصيفي، حتي أقيم السد العالي.
وعلي أهمية المنافع العملية للمشروع العملاق، فقد كان نوعاً من إخصاء النهر الذي لم يعد قادراً إلا علي تسريب بلله المتثائب، بينما أخذت صورته تبهت وتتلاشي، خصوصاً في المدن حيث تعرضت الشواطيء للخصخصة، لصالح الكازينوهات الخاصة واستراحات الهيئات المتنفذة في الدولة. وأصبحت قوة الأفراد والهيئات تقاس بحجم القطعة التي يستطيع التهامها من جسد نهر تساقطت أسنانه في الفم.غابت صورة النيل تقريباً بعد أن غاب غضبه وابتهاجه، وتدريجياً غابت ذكراه، حتي إذا عطشت القري في الدلتا لم نستشعر إلا القليل من الاستغراب.وكان اكتشاف وجود النهر في مانشيتات صحف اليوم، بل واكتشاف أنه لم يزل يفيض هو المفارقة التي تسيل الأمخاخ، والألم الذي يفتت الأكباد!التعليم كالماء والهواء كانت عبارة طه حسين الشهيرة للتأكيد علي دعوته إلي مجانية التعليم، التي تبنتها ثورة يوليو وبددها الانقلاب الانفتاحي مثلما بدد الكثير من الحقوق. وكان آخر ما يتصوره عقل أن تنسحب اللامساواة علي بديهية الحق في الهواء والماء، أو تنقلب المعادلة بكاملها فيصبح الماء والهواء كالتعليم حقاً للأغنياء فقط!حق الهواء النظيف ـ بعد أن طال التلوث كل المدن والقري ـ بات حكراً علي مرتادي المصايف والمشاتي بعيداً عن وادي النيل الذي صار عنواناً للفقر والرثاثة.ولايستطيع الأثرياء التمتع بالهواء والماء المالح وحده، فسحبوا الماء وراءهم؛ ماء الشرب الذي أنفقت الأموال علي تنقيته، وهم لايشربونه، لأن المياه الفرنسية متوفرة، لكنهم يروون به حدائقهم ويملأون حمامات السباحة، وليتدبر الفقراء أمرهم من دون شربة ماء طالما استطــاعوا أن يتدبروا حياتهم من دون نسمة هواء نظيفة.وصار العطش سمة في السنوات الماضية مع بدء موسم الاصطياف.
وطالت الظاهرة أحياء راقية بالعاصمة مثل حي مدينة نصر، لأن المياه سرقت من أجل منتجعات الضواحي الأكثر رقياً. وأصبح كوب الماء، رغم أنه ليس نظيفاً تماماً، مطلباً عزيز المنال، ووزير التنمية المحلية يعترف في الصحف أن المصايف سحبت المياه فعطشت القري.
وهذا الاعتراف وحده كفيل بحل الحكومة ومحاكمة الوزير، لكن المسافة كبيرة بين شرم الشيخ وكفر الشيخ. ولايمكن لمن يري عبوات المياه المعدنية الفرنسية متوفرة في سلاسل السوبر ماركت الشهيرة أن يقتنع بعدالة قضية القري العطشانة، ثم ماذا أكل هؤلاء ليشربوا عليه؟!لكن احتمال الجوع ليس كاحتمال العطش، والسوبر ماركتات العالمية لم تصل بعد إلي القري، ولذلك تطور الاحتجاج من الغضب الصامت إلي الشكوي عبر أجهزة الإعلام إلي ثورة العطشانين حيث تتوالي الاحتجاجات والاعتصامات في قري البحيرة وكفر الشيخ (غير شرم الشيخ انتبهوا).أصبح علي النهر الواحد ضحايا الغرق في الجنوب، وضحايا العطش في الشمال، وهذا أعجب ما جري للنيل الذي أحبه الشعراء والبسطاء، حتي جاء من لووا خزامه وأكرهوه علي الخدمة بالسخرة في قصورهم الساحلية. وصرنا نسمع في شطه الجميل ـ عندما نتمكن من الوصول إليه ـ ما قالت الريح للنخيل: مش حاجة تسيح المخ؟

10 July, 2007

بشرى سارة للاردنيين .. ثلاث حبات الفلافل ب"شلن" وعلبة الحمص ب"نُص" دينار

عمون- امل ابو صبح -
اعلنت نقابة اصحاب المطاعم بالتعاون مع جمعية حماية المستهلك، قائمة اسعار جديدة وزعتها على جميع مطاعم المملكة، للتقيد والالتزام بالاسعار الجديدة لما تبيع ، بعد تخفيض اسعار الفلافل بحيث اصبحت الثلاث حبات الفلافل بخمسة قروش بدلا من حبتين، واصبح سعر علبة الحمص بنصف دينار بدلا من خمس وستين قرشا.اصحاب ومدراء المطاعم اعترضوا على هذه القائمة التي وصفوها بأنها تضرهم، خاصة في ظل ارتفاع سعر شوال الحمص الذي وصل الى "48 دينارا" بدلا من "45 دينارا"..
اما المواطنون فقد عبروا عن فرحتهم بتخفيض اسعار وجبتهم اليومية "المقدور" عليها..وعلّق احد احد الظرفاء بان هذه اول حسنات الحكومة الحالية .والفلافل طعام شائع في فلسطين والأردن ولبنان وعموم الشام (سوريا) ومصر (تعرف في بعض أنحائها مثل القاهرة والأرياف باسم طعمية)، وهو يصنع من البقول اليابسة والمنقوعة لفترة بالماء ثم تطحن وتعجن و تبهر ثم تقلي في الزيت الحار على شكل أقراص ، والفلافل نوعان، أمّا مصنوعة من الفول المطحون كما هو متّبع في مصر أو الحمص المطحون كما تجري عليه العادة في بلاد الشام.
أو بكلاهما مخلوطين معا.و يقلى بشكل يدوي كما في مصر ، أو بشكل نصف يديوي باستعمال قوالب نحاسية ، أو باستخدام آلات حديثة انتشرت في الأردن بشكل مؤتمت .وتقدم الفلافل عادة كحشو لرغيف من الخبر مع إضافات إخرى تشمل الحمص والطحينة والليمون وسلطة وسماق وملح، ويطلق على هذه الشطيرة تسمية الفلافل أيضا. كما يمكن أن تؤكل الفلافل على شكل أقراص، وقد بدأت الفلافل بالإنتشار كشكل من أشكال الوجبات السريعة في الغرب كما في الشرق كما تعد الوجبة الأمثل للنباتيين .ويقوم الاسرائيليون بترويج الفلافل على انه "الطبخة القومية" الإسرائيلية حيث دخلت هذه الوجبة على المطبخ الإسرائيليوالشيء بلشيء يذكر وفي اطار الفائدة دارت معركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب الفلافل وقد كتب الصحافي الفلسطيني توفيق الحاج مقالا بهذا الشان جاء فيه : معركة دبلوماسية حامية الوطيس نشبت بين وفدي السلام الفلسطيني والإسرائيلي علي الأرض اليابانية والسبب الفلافل .كان هذا هو الموجز واليكم النبأ بالتحليل كانت مفاجأة لرئيس الوفد الفلسطيني أن تصل الوقاحة برئيسة الوفد الإسرائيلي وهي عراقية الأصل إلي مستويات غير مسبوقة من التلوث التاريخي بما يهدد باتساع ثقب الأوزون السياسي الدولي ويحوله إلي فتق غير قابل للرتق.لقد استشاط رئيس الوفد الفلسطيني غضبا ورفع عقيرته مهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يسحب الإسرائيليون كلمتهم بأن الفلافل والحمص من أشهر أكلاتهم الشعبية ولا أدري لم الاستغراب من الموقف الإسرائيلي الخاص بالفلافل خاصة وأنهم أي الإسرائيليين لم يتركوا لنا شيئا إلا وسرقوه ونسبوه لأنفسهم بدءا بالتاريخ فاللغة فالتراث فالفلكلور بما يضم من ملابس وتقاليد وأغان وانتهاء بالجغرافيا.أنا شخصيا أقدر حمية وغيرة رئيس الوفد الفلسطيني علي الفلافل الفلسطيني والبقدونس الفلسطيني وكل المقبلات التاريخية الفلسطينية ولو كانت موجودة لدي مسلمي وعرب النكبة والنكسة عشر هذه الحمية لما ضاعت القدس وأكناف بيت المقدس ومن قبل الاسكندرونة والأندلس..!!
لقد تخلينا ببطء مرتب وبليد عن كل شيء من حد حلم العودة إلي حد قيام الدولة وبالمقابل تجلينا في إظهار النعرات الانقسامية والألوان الفصائلية وتبارينا في خلع ملابسنا قطعة قطعة في محافل نقاشات ومبادرات السلام و حوارات الحضارات وبالتالي ولم يبق أمامنا إلا الدفاع عن شرفنا الغذائي الأصيل والمتمثل في الفلافل والحمص والفول.الإسرائيليون..كانوا وما زالوا برغم الاحتضانات والقبلات والابتسامات والتصريحات أمام الكاميرات يصرون علي إذابة الهوية الفلسطينية في محلول النسيان من خلال انتحال كل سماتها ونسبتها إلي الجذور العبرية قسرا وزورا.فقد سمعنا ذات يوم بيغن يطلق نكتة سياسية سمجة ضحك لها التاريخ وبكت لها الجغرافيا عندما قال في حضرة رب العائلة المصرية ان أجداده اليهود بنوا الأهرامات وسمعنا أكثر من مرة ألحانا فلكلورية فلسطينية وعربية شهيرة جدا بلكنة عبرية ورأينا عارضات أزياء إسرائيليات يلبسن الثوب الفلسطيني المطرز كموضة اسرائيلية متطورة ولا أستبعد في المستقبل أن يسرق الإسرائيليون منا أسماءنا وأحلام أبنائنا وملامح آبائنا وأمهاتنا فكل شيء ممكن في ظل العولمة والفوضي الأمريكية الخلاقة.شيء واحد ووحيد لا يتعجل الإسرائيليون سرقته أو نسبته الي أنفسهم وهو أصول وعقول حكامنا وأزلامنا واعتقد أن السر في ذلك يرجع الي أن أولئك لا حاجة للجدال بين اثنين عاقلين حول مغزي سياساتهم وتصرفاتهم التاريخية العظيمة علي المدي الطويل وأنهم بقممهم أو بقيعانهم سيان قدموا ويقدمون لإسرائيل خدمات جليلة بقصد أو بغير قصد أكثر مما تقدم هي لنفسها.إن أزمة الفلافل الدبلوماسية مرشحة للتصاعد وربما تحاول إسرائيل إن لم تنجح في تسجيل براءة اختراع الفلافل باسمها تاريخيا أن توعز إلي أصدقائها الأمريكيين بطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي واستصدار قرار عاجل بمنع تناول الفلافل والحمص والفول عربيا باعتبارها من أسلحة الدمار الشامل وفرض الحصار المشدد علي كل الأغذية الإرهابية كمناسف الكبسة والمفتول وتشجيع الشعوب الإسلامية والعربية علي تناول الأغذية السلمية مثل الكنتاكي والبيتزا والماكدونالد.الآن ينادي علي أبنائي لتناول طعام العشاء ..فأري أقراص الفلافل تتوسط الصحون وصحن الحمص واثق الخطوة يجلس ملكا والي جانبه وزيره صحن الفول بالزيت ..!!أنأمل المائدة كما يتأمل العاشق وجه حبيبته و أحمد الله علي نعمته بينما صوت المذيع العربي من خلفي ينعي إلي مسامعي شبه باك رفض إسرائيل ليد الرياض الممدودة وللكعكة العربية الكريمة بالمكسرات التي أخرجت من ثلاجة المبادرات المحفوظة خصيصا، ولكن بقدر ما رحب المجتمعون واحتفوا بها و بالآنسة رايس بقدر ما كانت المهانة..!!لأنهم ببساطة مع احترامي لتاريخهم وحفظ الألقاب لايملكون الا استراتيجية الترحيب والاستنكار والدعاء..!!بعد تنهيدة طويلة..أمسك بقرص الفلافل.. أهمس له بحنان.. أتذوقه.. وهاتف ما يرن في أذني يا الله حتي الفلافل حسدونا عليه ..!

09 July, 2007

قصص حرب تموز يرويها المقاومون:شجرزيتون بنت جبيل حاربهم



"معركـة بنـت جبيـل: يوم ظنّ الإسرائيليون أن الزيتون يطلق النار عليهم"
بهذا العنوان افتتحت الحلقة الخامسة من سلسلة تحقيقات قصص حرب تموز، التي قامت جريدة السفير بها وتنشرها تباعا. وفي حلقة اليوم قصص عن بنت جبيل لا تقل شأنا وأهمية عن سابقاتها. وفي ما يلي نص التحقيق: "كانت لبنت جبيل حصة كبرى من الدمار. ولها أيضاً حصة كبرى من حكايات الاستبسال في صد العدو.
في بنت جبيل جرت واحدة من أكبر المعارك وأعنفها في عدوان تموز 2006 الإسرائيلي على لبنان. بنت جبيل استهدفت لمكانتها، وبنت جبيل قاومت فعززت مكانتها.
يقول أحد قادة معركة بنت جبيل إن من بين أسباب الدمار العظيم الذي ألحقه العدو بالمدينة هو الانتقام منها تحديداً لأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذهب إليها بعد التحرير في العام 2000 ومنها ألقى خطاب النصر. وبعد مرور سنة إلا أيام قليلة على بداية حرب تموز، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية شهادات لجنود إسرائيليين قال فيها أحدهم: «ذهبنا إلى بنت جبيل ضمن عملية خيوط الصلب رداً على خطاب خيوط العنكبوت الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عقب جلاء القوات الإسرائيلية عن الجنوب في أيار العام 2000».
لم يكن تدمير المدينة القديمة في بنت جبيل، بسبب أسر الجنديين، ولا بسبب تواجد المقاومين داخلها، لأن الذين كانوا خارجها أكثر بكثير، وإنما بهدف الانتقام من رمزيتها بعد عجزهم عن دخولهم إليها.
إختار الجنود الإسرائيليون، كروم الزيتون حول بنت جبيل، وبين بنت جبيل وعيناتا مواقع عسكرية لهم، ظناً منهم أن الكروم سوف تخفيهم عن عيون المقاومين، لكنهم لم ينتبهوا لشدة تعاليهم أن الكروم هي أولاً لأهلها، لأنهم غرسوها ورعوها، كما اختاروا منازل فخمة حول المدينة للتمركز فيها، لكن المنازل والكروم تحولت إلى كمائن، جاؤوا إليها يسخرون من رجال حزب الله وعادوا يستغيثون.
قتل منهم في معارك بنت جبيل حسب الشهادات والاعترافات الإسرائيلية ما يقارب الخمسة وثلاثين جندياً، ما عدا الدبابات التي جرى تدميرها. تقوم مجموعة من المهندسين حالياً، بينهم متطوّعون بإعادة تصميم المدينة بأشكال تجعلها شبيهة بتلك التي دمّرتها إسرائيل، لأنها تشكل أساس الطبقات العمرانية الحديثة، بينما وجدت تحتها بعد تدميرها طبقات أخرى لم يعرف ما هو تاريخها.
من تلة مارون الراس إلى بنت جبيل يروي القيادي «إن المعارك البرية بدأت ضمن مرحلة الخط النقي» (وهو مصطلح عسكري)، ثم يستدرك ضاحكاً: «يعني ذلك أن الجيش الإسرائيلي بدأ الهجوم البري انطلاقاً من مرتفعات مارون، باتجاه بنت جبيل القريبة جداً». يبدأ برسم المواقع المحيطة ببنت جبيل وهي تشكل مرتفعات المدينة الطبيعية، ثم يوضح عدد المرات التي حاولت فيها القوات الإسرائيلية الدخول إلى تلك المواقع من أجل الإطباق على المدينة. استطاع من خلال تمهله وتوضيحه أن يروي ما حصل عند كل موقع، «... هنا تلة مارون... هنا تلة مسعود... هنا مثلث عيناتا ـ بنت جبيل ـ مارون... هنا الفريز وهنا الغراند بالاس».
تعرّضت مدينة بنت جبيل خلال حرب تموز لثلاث مراحل من الهجوم: المرحلة الأولى بدأت بعد عملية الأسر مباشرة واستمرت من الثالث عشر من تموز حتى الرابع والعشرين منه، وقد جرى خلال تلك المرحلة قصف المدينة من دون القيام بهجوم بري. المرحلة الثانية استمرت من الرابع والعشرين من تموز حتى التاسع والعشرين منه، وجرت خلالها محاولات التقدم لاحتلال بنت جبيل، عبر تلة مارون وبلدة عيناتا وتلة مسعود. المرحلة الثالثة استمرت من التاسع والعشرين من تموز حتى الثامن من آب، وتعرضت خلالها بنت جبيل للقصف التدميري الانتقامي. أما الهجوم البري على بنت جبيل فقد بدأ في الرابع والعشرين من تموز عندما حاولت كتيبة مشاة من الجيش الإسرائيلي التقدم نحو المدينة عبر تلة مارون الراس. سبقت ذلك محاولة قوة من الجيش معززة بالدبابات الدخول من الناحية الشرقية لمارون، فدمّر المقاومون ثلاث دبابات، الأمر الذي منعها من الاستفادة من سلاح الدبابات واستقدمت كتيبة مشاة بدأت التسلل على بعض أطراف بنت جبيل، لكن سرعان ما جرى اكتشافها تحت تلة مارون، وبالقرب من مهنية بنت جبيل، حيث يوجد انتشار كثيف للمقاومين.
كان المقاومون في بعض المواقع ينتظرون اقتراب القوات الإسرائيلية منهم قبل مهاجمتهم في مواقع أخرى كانوا يهاجمون الإسرائيليين مباشرة بعد اكتشافهم، كما حصل بالقرب من المهنية. قتل في الاشتباك الأول بالقرب من المهنية جنديان إسرائيليان وأصيب عدد آخر بجروح، بناء لاعتراف إسرائيل. لكن الذين شاهدوا قوة الإخلاء الإسرائيلية وهي تسحب الإصابات نقلوا أن أفرادها كانوا يبكون ويضربون على رؤوسهم.
الالتفاف من مدخل عيناتا في السادس والعشرين من تموز حاولت القوات الإسرائيلية الالتفاف على بنت جبيل من المدخل الجنوبي لبلدة عيناتا، جاءت القوات من مستوطنة أفيميم إلى مارون ثم عيناتا. تسللت القوة ليلاً وكان الإسرائيليون يعتمدون أسلوب التسلل الليلي ظناً منهم أنه لن يتم اكتشافهم. لكن انتشار المقاومين أدّى إلى وقوع القوة في كمائن المقاومة في المنطقة، تعرض أفرادها للقصف بالقنابل والأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة. واستخدام القنابل يعني أن الاشتباك وقع فيما كان الطرفان على بعد أمتار كل من الآخر.
وقد جرى التحام بين المقاومين وبين الجنود الإسرائيليين، فقتل معظم أفراد القوة أو جرحوا، وقد اعترفت إسرائيل بسقوط ثمانية قتلى وإصابة واحد وثلاثين بجروح. بعدها، سيطر المقاومون على المنطقة وأعادوا انتشارهم وتموضعهم، في الوقت الذي كان فيه الإسرائيليون يعملون على إخلاء الإصابات. كشف الجنود في منازل تلة مسعود بالتزامن مع اشتباكات عيناتا حاولت قوة إسرائيلية التقدم من جهة تلة مسعود.
وقد أخذت القوات الإسرائيلية تعتمد في معركة بنت جبيل على تحريك كتيبة بعد الخسائر التي لحقت بها في معركة مارون لدى اعتمادها على تحريك سرية. لذلك تبين من خلال المشاهدات أن الأعداد التي حاولت الدخول إلى المناطق المحيطة ببنت جبيل كانت كبيرة. استطاعت القوة الإسرائيلية الوصول إلى تلة مسعود عبر التسلل ليلاً، لكن جرى اكتشافها واستمرت الاشتباكات معها حتى الصباح، ثم انكفأت بعد وقوع إصابات في صفوفها، لم تحدد إسرائيل حجمها، وإن تبين من خلال المشاهدات وقوع قتيلين وخمسة عشر جريحاً.
تمركزت القوة بعد تراجعها في بعض المنازل الكبرى المبنية على تلة مسعود. بعد ظهر اليوم نفسه تسللت مجموعة استطلاع قتالية من المقاومة إلى تلك المنازل واشتبكت مع مجموعة من تلك القوات عند مدخل إحدى الفيلات، الأمر الذي دفع بالقوات الإسرائيلية الى الفرار من المنازل ليلاً. بعدها مباشرة أغار الطيران على المنازل، ويرجح القيادي أن يكون سبب الغارات هو وجود تجهيزات ووسائل عسكرية مهمة تركها جنود العدو خلفهم. وقد أدت الغارات الى محو المنازل كلياً. في التاسع والعشرين من تموز، ونتيجة الخسائر التي منيت بها القوات الإسرائيلية في اشتباكات كل من تلة مارون وعيناتا وتلة مسعود أعلنت خروجها من منطقة بنت جبيل، وحصل ما يشبه الهدنة استمرت خلال الأيام الفاصلة بين التاسع والعشرين من تموز وبين السابع من آب.
بدأت المرحلة الثالثة من الهجوم الإسرائيلي بالقصف التدميري لمدينة بنت جبيل واستخدمت في الغارات طائرات «اف 16» تساندها الأسلحة المدفعية. كان يصل عدد الغارات أحياناً إلى مئة غارة خلال ساعتين، وقد جرى خلال تلك المرحلة استكمال تدمير المدينة القديمة تدميراً كلياً، بعد قصفها على مراحل عدة. يقول القيادي إن الحديث الذي راج في حينها هو اعتقاد الإسرائيليين بوجود رجال المقاومة داخل المدينة القديمة، لكن تفسيرنا أن تدميرها كان عملية انتقامية، لما تختزنه المدينة من معانٍ رمزية بعدما صنفت على أنها عاصمة المقاومة ودخلها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. 12 دبابة في مرمى النيران بعد فشل الإسرائيليين في دخول بنت جبيل عبر تلتي مارون ومسعود ومدخل عيناتا، حاولوا الالتفاف عليها، لناحية عيترون ـ عيناتا عند منطقة تدعى الفريز وعبر صف الهوا قرب مستشفى صلاح غندور. جرب الإسرائيليون في المحاولة الجديدة تطويق المدينة ضمن مساحة أكثر اتساعاً.
تقدموا باتجاه منطقة الفريز، مستخدمين المشاة والآليات فحصلت المواجهات مع المشاة وجرى تدمير دبابات عدة، ثم حاولوا الدخول إلى عيناتا من منطقة الفريز، لكن المحاولة فشلت مجدداً، ويروي أن الجرافات الإسرائيلية أخذت ترفع السواتر ليلاً خلال تقدمها من أجل حماية الدبابات من الاستهداف.
لكن تم استهداف ما يقارب الاثنتي عشرة دبابة. في الوقت نفسه حاولت قوة أخرى الدخول من تلة مسعود إلى صف الهوا للقول من جديد إن الجيش الإسرائيلي سيطر على بنت جبيل، وحصلت الاشتباكات معهم عند التلة. جربت القوة الدخول إلى أحد المنازل قرب مطعم الغراند بالاس، لكن المقاومين اشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فر الجنود باتجاه تلة مسعود مجدداً، ولدى دخولهم إلى أحد المنازل هناك كان المقاومون داخل المنزل وفي محيطه، فأطلقوا عليهم النيران وسقط المزيد من القتلى والجرحى في صفوفهم، ثم فروا إلى موقع آخر عند التلة.
أرض المقتل.. صف الهوا في التاسع من آب حاولت القوات الإسرائيلية الدخول إلى بنت جبيل مجدداً من مدخل عيناتا الشمالي، تقدّمت قوة كبيرة قدر عددها بناء للمشاهدات بمئتي جندي. لدى دخولها إلى أرض تصنف عسكرياً بأنها مقتل، أي في مرمى نيران المقاومين من دون أن تكون هناك أي إمكانية للاحتماء، جرى إطلاق النار عليهم من جميع الجهات. بعد تلك المعركة قال الجنود الإسرائيليون الذين نجوا منها: «كنا نشعر أن الزيتون يطلق النار علينا وأن خلف كل حجر يوجد (مخرب)». دام الاشتباك ساعات عدة وسقط خلاله العديد من الجنود بين قتلى وجرحى، فيما فر الباقون تاركين العتاد في أرض المعركة.
لدى وصولهم إلى بركة عيناتا حاملين معهم عدداً من المصابين على الحمالات (شاهد المقاومون سبع حمالات) وقعوا في كمين للمقاومة، فجرى قصفهم بالأسلحة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون، وزادت الإصابات في صفوفهم، كما تمّ تدمير دبابتين جرى استقدامهما لتأمين عملية الانسحاب.
يقول القيادي في المقاومة إنه خلال تلك المعركة ترك الجنود الحمالات والمصابين على الأرض، حتى تدخلت الطائرات والمدفعية وأقامت عازلاً دخانياً حول المصابين، فحملوا وسحبوا إلى تلة الفريز. محاولة ولو من أجل رفع علم لم تكتف القوات الإسرائيلية بتلك المحاولات الفاشلة. حاولت مرة ثالثة وأخيرة الدخول من تلة مسعود إلى منطقة صف الهوا ـ مستشفى صلاح غندور، بعدما اعتقدت أن حجم القصف الجوي والمدفعي للمنطقة والدمار الذي حصل فيها لن يبقي على أي مخلوق فيها. لكن طريقة تواجد المقاومين، جعلتهم محميين نسبياً. جربت قوات العدو رفع العلم الإسرائيلي ولو على منزل واحد في التلة، لكنها كانت عرضة للنيران من جديد، وسقط عدد من الجنود بين قتيل وبين جريح.
يوضح القيادي أن غالبية شهداء المقاومة في بنت جبيل استهدفوا بالقصف، بينما استشهد عدد قليل منهم خلال المعارك، لأن الغلبة كانت لهم في المواجهات الميدانية. يعتبر أن سبب الغلبة هو شجاعة المقاومين وثباتهم ومعرفتهم بطبيعة الأرض التي كانوا يقاتلون فيها، لأن المدافع يملك دائماً ميزة معرفته بأرض المعركة. بالمقابل كان أداء الجنود الإسرائيليين مخيباً على المستوى الميداني.
يقدر عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في معارك بنت جبيل، بخمسة وثلاثين جندياً، بالاضافة إلى تدمير ما يقارب العشرين دبابة، بينما قدرت القوات التي شاركت في المعركة بلواء أي ثلاث كتائب. كانت نسبة المقاومين هي ما بين خمسة إلى عشرة بالمئة من عدد الجنود الإسرائيليين في تلك المعركة. استشهد ثمانية عشر مقاوماً من أبناء بنت جبيل وأربعة عشر مقاوماً من أبناء عيناتا، يضاف اليهم ثمانية عشر مواطناً من بنت جبيل. بين الشهداء القيادي قاسم بزي الذي بقيت إسرائيل تلاحقه عشرين عاماً كما يقول أهل مدينته.
استشهد خلال قصف أحد المنازل في الحارة القديمة وتدميره. استشهد معه مسؤول حزب الله في بنت جبيل سيد أبو طعام والمقاوم كفاح شرارة. عندما سئل القيادي لماذا كان قاسم في وسط المدينة في الوقت الذي يجري فيه تدميرها، أوضح أن القائد الميداني يكون عادة بين رفاقه وعلى مقربة من الجميع، أما وجود أبو طعام إلى جانبه فهو لا يتنافى مع التوزيع العسكري للقيادات، لأنه يمكن تواجد قياديين في مكان واحد. كان قاسم أحد القياديين البارزين في معركة مارون، ثم انتقل منها إلى بنت جبيل. بعد استشهاده، حل مكانه القيادي محمد قانصو الملقب بساجد وتابع المعركة قبل أن يستشهد بدوره. مشاهدات الأهالي يروي المواطن حسني بزي الذي بقي في بنت جبيل خلال الحرب، أن أول قذيفة سقطت على المدينة، كانت عند السابعة والنصف من يوم الخميس في الثالث عشر من تموز، وقد استشهد فيها هشام بزي وجرح كامل العشي.
صباح اليوم التالي بدأ القصف على التلال المحيطة بالمدينة، وخاصة تلة مسعود، لكنه كان بطيئاً. استمر حتى الثامن عشر من تموز عندما جرى استهداف منزل تابع لآل حميد، فكان ذلك إيذاناً بأن اسرائيل انتقلت من التلال إلى المنازل. قتل حسب الروايات، ثلاثة عشر جندياً إسرائيلياً خلال عملية التقدم من تلة مارون إلى مهنية بنت جبيل. وينقل أحد الشهود على المعركة أن المقاوم علي عادل أقام للجنود كميناً في جذع تينة وأخذ يطلق النار عليهم بمساندة مجموعة من المقاومين، فاستطاع قتل غالبيتهم قبل أن يستشهد. سلكت الدبابات الإسرائيلية الطريق الرئيسي باتجاه المهنية، فدمّر المقاومون الدبابة الأولى بتفجير عبوة ناسفة وقتل فيها مقدم إسرائيلي، عندها غيرت القوات الإسرائيلية الخطة واستقدمت جرافات أخذت تجرف طريقاً خاصاً أمام الدبابات، بين عيترون وبين بنت جبيل.
استمرت عملية التقدم بطيئة حتى الخامس والعشرين من تموز، بسبب تصدّي المقاومين للجنود. في السادس والعشرين قصف الطيران المدينة القديمة لمدة عشر ساعات، وفي السابع والعشرين منه قصفها لمدة إحدى عشرة ساعة، أما في الثامن والعشرين فثلاث عشرة ساعة، وفي التاسع والعشرين، قصفت المدينة لمدة إحدى وعشرين ساعة. بدأ الطيران أولاً بقصف المباني المؤلفة من طبقات عدة ودمر ثمانية مباني عند واجهة المدينة الشرقية من أجل رؤية قلبـــها. بعد ذلك جرى تدمـــير المنازل ، بالمدفعية الثقيلة، بالاضـــافة إلى الصـــواريخ، واستمرت عملية التدمير أربعة أيام.
المصدر:

Starving the Poor

Noam Chomsky
Khaleej Times, May 15, 2007


The chaos that derives from the so-called international order can be painful if you are on the receiving end of the power that determines that order’s structure. Even tortillas come into play in the ungrand scheme of things.
Recently, in many regions of Mexico, tortilla prices jumped by more than 50 per cent. In January, in Mexico City, tens of thousands of workers and farmers rallied in the Zocalo, the city’s central square, to protest the skyrocketing cost of tortillas.
In response, the government of President Felipe Calderon cut a deal with Mexican producers and retailers to limit the price of tortillas and corn flour, very likely a temporary expedient.
In part the price-hike threat to the food staple for Mexican workers and the poor is what we might call the ethanol effect — a consequence of the US stampede to corn-based ethanol as an energy substitute for oil, whose major wellsprings, of course, are in regions that even more grievously defy international order.
In the United States, too, the ethanol effect has raised food prices over a broad range, including other crops, livestock and poultry.
The connection between instability in the Middle East and the cost of feeding a family in the Americas isn’t direct, of course. But as with all international trade, power tilts the balance. A leading goal of US foreign policy has long been to create a global order in which US corporations have free access to markets, resources and investment opportunities. The objective is commonly called "free trade," a posture that collapses quickly on examination.
It’s not unlike what Britain, a predecessor in world domination, imagined during the latter part of the 19th century, when it embraced free trade, after 150 years of state intervention and violence had helped the nation achieve far greater industrial power than any rival.
The United States has followed much the same pattern. Generally, great powers are willing to enter into some limited degree of free trade when they’re convinced that the economic interests under their protection are going to do well. That has been, and remains, a primary feature of the international order.
The ethanol boom fits the pattern. As discussed by agricultural economists C Ford Runge and Benjamin Senauer in the current issue of Foreign Affairs, "the biofuel industry has long been dominated not by market forces but by politics and the interests of a few large companies," in large part Archer Daniels Midland, the major ethanol producer. Ethanol production is feasible thanks to substantial state subsidies and very high tariffs to exclude much cheaper and more efficient sugar-based Brazilian ethanol.
In March, during President Bush’s trip to Latin America, the one heralded achievement was a deal with Brazil on joint production of ethanol. But Bush, while spouting free-trade rhetoric for others in the conventional manner, emphasized forcefully that the high tariff to protect US producers would remain, of course along with the many forms of government subsidy for the industry.
Despite the huge, taxpayer-supported agricultural subsidies, the prices of corn — and tortillas — have been climbing rapidly. One factor is that industrial users of imported US corn increasingly purchase cheaper Mexican varieties used for tortillas, raising prices.
The 1994 US-sponsored NAFTA agreement may also play a significant role, one that is likely to increase. An unlevel-playing-field impact of NAFTA was to flood Mexico with highly subsidised agribusiness exports, driving Mexican producers off the land.
Mexican economist Carlos Salas reviews data showing that after a steady rise until 1993, agricultural employment began to decline when NAFTA came into force, primarily among corn producers — a direct consequence of NAFTA, he and other economists conclude. One-sixth of the Mexican agricultural work force has been displaced in the NAFTA years, a process that is continuing, depressing wages in other sectors of the economy and impelling emigration to the United States. Max Correa, secretary-general of the group Central Campesina Cardenista, estimates that "for every five tons bought from foreign producers, one campesino becomes a candidate for migration."
It is, presumably, more than coincidental that President Clinton militarised the Mexican border, previously quite open, in 1994, along with implementation of NAFTA.
The "free trade" regime drives Mexico from self-sufficiency in food towards dependency on US exports. And as the price of corn goes up in the United States, stimulated by corporate power and state intervention, one can anticipate that the price of staples may continue its sharp rise in Mexico.
Increasingly, biofuels are likely to "starve the poor" around the world, according to Runge and Senauer, as staples are converted to ethanol production for the privileged — cassava in sub-Saharan Africa, to take one ominous example. Meanwhile, in Southeast Asia, tropical forests are cleared and burned for oil palms destined for biofuel, and there are threatening environmental effects from input-rich production of corn-based ethanol in the United States as well.
The high price of tortillas and other, crueler vagaries of the international order illustrate the interconnectedness of events, from the Middle East to the Middle West, and the urgency of establishing trade based on true democratic agreements among people, and not interests whose principal hunger is for profit for corporate interests protected and subsidised by the state they largely dominate, whatever the human cost.

السعودية من أكثر البلدان استهلاكاً للأفلام وليس فيها صالة سينمائية واحدة

السينما500 كم لمخرجه السعوديّ عبد الله آل عيّاف:

مجموعةٌ من الشباب المُحبّين للأفلام، يعشقون الذهاب إلي السينما، بدأوا قبل سنوات متابعة الأفلام، وأصبحوا اليوم كتاباً سينمائييّن في أهمّ الصحف المحلية، والعربية.
مشكلتهم، أنهم يضطرون لمُغادرة بلادهم في كلّ مرة يودّون فيها مشاهدة فيلم في السينما.
المملكة العربية السعودية
المساحة : 2.24 مليون كم2
عدد السكان : 22.7 مليون نسمة
عدد صالات السينما : صفر
هكذا، وبعفوية لا تنقصها روح المرح، والدعابة، والمرارة، يبدأ الفيلم التسجيليّ (السينما500 كم)، وفي( 42) دقيقة تجمع ما بين التحقيق التلفزيونيّ(الريبورتاج)، والصيغة التسجيلية المُصطنعة، والرغبة الروائية المُضمرة، والقليل من سينما المؤلف، يُلخص السعوديّ (عبد الله آل عياف) رحلة الشاب (طارق) من مدينته (الرياض) إلي (البحرين)، والتي يقطع خلالها 500 كم ذهاباً، ومثلها إياباً، وذلك (فقط) لمُشاهدة فيلم في صالة سينمائية لأول مرة في حياته.
بنفس هادئ، يتابع الفيلم إجراءات حصوله علي جواز السفر: تحضير الأوراق، والصور اللازمة، دفع المُخالفات المرورية، الذهاب إلي الحلاق، ومن ثمّ إلي المُصور، تنظيف الملابس، وكيّها....
ومنذ البداية، وحتي دخوله إلي إدارة الجوازات، وانتظاره، وخروجه، وتقدمه بخطي مُتثاقلة نحو السيارة، وجلوسه، وشرحه ما حدث معه داخل المكاتب، ... يتباطأ المخرج بالكشف عن استعدادات تقتطعُ حيّزاً زمنياً كبيراً، وتُساهم في تصدّع سيناريو يتردّد ما بين الخاصّ، والعام، ويُثقله بمعلومات تصل إلي المتفرج مضاعفة، الأولي صورة (الكاميرا تتابع طارق)، والثانية حكياً (تعليقاته، وتفسيراته السابقة، أو اللاحقة)، مما أصاب المونتاج بخلل إيقاعيّ، ولعلّ أوضح مثال، عندما يحكي عن بداية عشقه، وعلاقته بالأفلام، ومن ثمّ نشاهده يدخل محلاً لبيع وتأجير الأقراص المُدمجة، فهل كان ذلك المشهد (عودة إلي الماضي)، أم (تفسيراً بصرياً لاحقاً) لمعلومة وصلتنا حكياً؟.
والأكثر مدعاة للقلق، رجحان كفة الصيغة السينمائية لصالح نمطيّات التحقيق التلفزيونيّ (المُقابلات الريبورتاجية) .
ومع أنّ (السينما500 كم) يمتلك كلّ الاحتمالات التعبيرية ليكون (فيلم طريق) بامتياز ـ كما تُشير الكيلومترات الكثيرة التي يتضمّنها العنوان ـ إلاّ أنّ إجراءات الحصول علي جواز السفر جعلت (الطريق) نفسه هامشياً، ومع هذا الانحياز، تأخرت الكاميرا، وانشغلت بخطوات ضرورية لمن يسافر لأول مرة خارج البلاد، ونحن نعرف بأنها سوف تصبح أكثر سهولة، وروتينية في المرات القادمة.
واختطفت (الزيادات التحضيرية) اهتمامنا بالرحلة، وحرمتنا من متابعة بحث بصريّ عن خصوصية المكان(السعودية)، والمُفارقة الغريبة بين تحريم الصورة دينياً، وغياب صالات السينما، وحضورها الطاغي في أشكال أخري .كما افتقدت تلك (المرّة الأولي) أحاسيس الدهشة، ولهفة الاكتشاف، وأشعرتنا بأنها رحلة (طارق) الـ....17 .
باختصار، لم ينطلق المخرج مباشرة نحو موضوعه الأكبر، الأفلام الحاضرة بقوّة، وصالات السينما الغائبة، والطريق نحو السينما.لقد بدأت الرحلة في الدقيقة الـ 18 من الفيلم، وكان كلّ ما سبقها تمهيداً عسيراً لها، بدون أن تُستثمر تلك الدقائق الكثيرة بتجوال الكاميرا(مثلاً) في المدينة، وأسواقها، ومُجمّعاتها بحثاً عن الأفلام، والسينما، والجمهور، وتقلص ما أُمكن من الحكي، و(ربما) كان من الطريف البحث الافتراضيّ عن صالة سينما وهمية، وسؤال الأهالي عنها.لقد استرخت الكاميرا في تفاصيل استعدادات فردية، طغت كثيراً علي الحالة الجماعية، وتخيّرت عفوية في التصوير، والمونتاج لصالح الشخصية الرئيسية، وعلي حساب الآخرين .
وما نُشاهده في الفيلم علي فترات مُتعاقبة، ما هي إلاّ مشاهد (اعتراضية/تفسيرية) لما يحكيه (طارق)، فهو الذي يُعرّفنا علي كل شيء، بما فيها محاولات إيجاد بدائل لصالة سينما(خيمة، وستارة بيضاء معلقة بمشابك غسيل، وجهاز عرض فيديو).
وبغضّ النظر عن التسلسل المُونتاجي وُفق تلك الصيغة التفسيرية، يتضمّن الفيلم لقطتين في مكانين مختلفين، نشاهد فيهما أفراد المجموعة يؤدون الصلاة، وهنا، أزعم بأنّ المخرج لا يقصد توصيل أيّ رسالة أخري (أخلاقية مثلاً) من خلالهما، ولكنهما دالتان بما يكفي، فهؤلاء الشباب مولعون بالسينما مشاهدة، وكتابة، وإنجازاً، وهم في نفس الوقت ملتزمون دينياً، يؤدون فرائضهم مثل أيّ مسلم، وهذا إيحاءٌ ضمنيّ لحالة الفهم، والتسامح، والتصالح مع الصورة، بعد أن كانت(وما تزال) إشكالية عقيمة. وفي لقطات (اعتراضية) أخري تقطع استعدادات السفر، يشعر المتفرج (المحظوظ سينمائياً) بالخجل، وهو يشاهد هؤلاء مجتمعين في سينماهم/خيمتهم حول جهاز كمبيوتر يشاهدون فيلماً ما، وخاصة عندما يقول (طارق) بحسرة : ـ أنا لا أحبّ السفر، ولكن ماذا أفعل، إذا لم تأتِ السينما عندنا، فنحن سوف نضطر للسفر إليها.
ما تزال المسافة طويلة جداً من (الرياض) إلي (البحرين)، ومع الدقيقة الـ21 من الفيلم، يبدأ المخرج بتجميع آراء باقي أفراد المجموعة التي تحدث عنها في مقدمته.
يقول (محمد بازيد) ـ مخرج الفيلم القصير القطعة الأخيرة :ـ إننا نعيش مفارقات غريبة، فنحن ننتقل من دولة إلي أخري لمُشاهدة فيلم، بعضنا متزوجٌ، ولديه أطفال، ماذا يفعل لو حدث مكروه لأحد أفراد أسرته؟، آخرٌ يعمل في القطاع العسكري، ولا يستطيع السفر خارج فترة إجازته السنوية، ثالث لم يبلغ السنّ القانونية بعد، ويتوجب عليه اصطحاب أحد أولياء أمره.أتصور أنّ فكرة الفيلم خطرت في بال (عبد الله آل عياف)، ولم يكن يمتلك (خلال فترة التصوير) سيناريو محدّد لتنفيذها، فاستخدم رحلة (طارق) خطاً واصلاً بين بداية الفيلم، ونهايته، وعمد إلي تطعيمها بمشاهد (اعتراضية) لدعم الفكرة الأساسية : اللقاءات، مشاهد في أحد محلات تأجير الأفلام، وأخري في الخيمة،.. كما أظنّ أنه استخدم أكثر من كاميرا رقمية، وكانت الأقلّ كفاءة تقنية من نصيب الرحلة.
وكان للمخرج نصيب من التعليقات المكتوبة علي الشاشة، وبنفس روح الدعابة في بداية الفيلم، يكشف التعليق التالي عن مرارة، وخيبة أمل : (خلال تصوير الفيلم، تحدثت الصحف السعودية عن تنظيم أمانة مدينة الرياض لأول عروض سينمائية بالبلاد أيام عيد الفطر لعام 1426 هـ يتمّ فيها السماح للأطفال، والنساء فقط بمشاهدة أفلام مختارة).ولكن، ربما تكون طريقَ الألف صالة، (واحدةٌ) تقدم عروضاً سينمائية/لأفلام مختارة/فترة الأعياد /للأطفال، والنساء (فقط) .يليها تعليقات دمثة لـ (رجا المطيري) ـ ناقد، ومخرج الفيلم القصير هامش ـ وآخرين :نحن نحلم، ونطمح بصالة عرض حقيقية، ودائمة، تعرض أفلاماً من كلّ أنحاء العالم، ومن أجلها نرتدي أجمل ملابسنا، ونخرج من بيوتنا، وفي مداخلها نتفرج كالأطفال علي المُلصقات، والصور المُعلقة، ونختار فيلماً ما، ونشتري تذاكر الدخول، ونجلس في كراسيها المُريحة، نقرمش البطاطس المقلية، والذرة المُحمّصة، ونشرب المياه الغازية، ونبحلق في شاشة كبيرة تزدان بصور ملونة(بتصرّف). وحتي تتحقق تلك الأماني، لا يمتلك هؤلاء (العاشقون)، وغيرهم من بديل غير السفر إلي صالات الدول المُجاورة.سينمائياً، كنت أتمني أن يبدأ الفيلم مع تلك اللقطات التي ظهرت في الدقيقة 29من الفيلم، الكاميرا داخل السيارة تصور الطريق المُمتدّ أمامها، حيث تنطلق الموسيقي لأول مرة، ومع تلك اللقطة بالذات، تخيلتُ عنوان الفيلم يظهر علي الشاشة، وبينما كانت الكاميرا تتمهل قبل ذلك، أصبحت منذ تلك اللحظة مستعجلة، فانحرفت مباشرة نحو اليسار لتصوّر ـ بالصدفة ـ جثة سيارة جاثمة علي طرف الطريق، وأكملت حركتها النصف دائرية، لتظهر لنا مرافقي (طارق) نصف نائمين في الكرسي الخلفي، مستسلمين للانتظار، والإرهاق، وصوت أم كلثوم .وفي الوقت الذي كان المونتاج فيه مُسترخياً في بداية الفيلم، أصبح يستعجل الكيلومترات المُتبقية، ليختصرها في دقائق(باقي علي نهاية الفيلم 12 دقيقة).
تلك اللقطات الأكثر تجسيداً للفكرة الجوهرية للفيلم(الرحلة، والطريق نهاراً، وليلاً، والانتقال من موسيقي إلي أخري تعبيراً عن تدفق الزمن) اختصرها المونتاج صورة،ً وصوتاً، وأفقدها الكثير من الشعرية، وكنت أتمني أن تبقي، وتطول، وتتداخل.وقبل أن تصل المجموعة إلي حدود (البحرين)، كان من المفيد بأن يتفطّن المخرج ـ في مرحلة مزج الأصوات(المكساج) ـ إلي صعوبة فهم الحوارات المُتبادلة داخل السيارة مصحوبة بموسيقي، وأعتقد أن تلك اللحظات لم تكن بحاجة أبداً لأيّ كلام.وتتابع الكاميرا في حركة بانورامية البحر المُمتدّ من الحدود السعودية إلي البحرينية، يُفسدها تعليق أحد أصحاب صالات السينما عن إقبال السعوديين عليها فترة العطل الأسبوعية، والأعياد، ويُضيف عبئاً (ريبورتاجياً) علي الفيلم، لتعود الكاميرا مرة أخري إلي حواجز الجمارك بين البلدين (منطقياً، لم تصل المجموعة بعد إلي البحرين، أو إحدي صالات السينما فيها، فما هو مبرر وضع التعليق في ذاك المكان بالذات؟).لقد اختار المخرج متابعة الرحلة من خلال الشخصية المحورية(طارق)، وما بين اللقطة الكبيرة لوجهه في بداية الفيلم، وتلك التي ظهرت في نهايته، يستخدم (آل العياف) مونتاجاً مجازياً يوحي باقتراب تلك التجربة من الحلم، أو الكابوس.ينتهي الفيلم بلقطة دالة لم تتواجد في ذلك المكان صدفة، لقد تخيرها المونتاج عمداً، وفيها يستيقظ (طارق) من غفوته، ويهمهم : هل وصلنا؟.يتبعها تعليقٌ ختاميّ مكتوبٌ علي الشاشة :(في رحلته الأولي لمُشاهدة فيلمه الأول في دار سينما، غاب طارق عن المنزل 42 ساعة، وصرف من المال 281 ريالاً سعودياً، وقطع مسافة 1012 كم).
فكم يحتاج المخرجون الشباب في السعودية من الغياب، والمال، والوقت لتحقيق أهدافهم، وغاياتهم، وطموحاتهم لتكوين ما يمكن أن نسميه (سينما سعودية)؟****يمتلك (السينما 500 كم) فكرة فيلم فريدة، يفتقد معالجة سينمائية تجعله واحداً من (أفلام الطريق)، المُهمّة، والمُتميزة، وأنشودة سينمائية نتغني بها، وعلي الرغم من عقبات الفيلم الأول، ينضمّ (عبد الله آل عياف) بشغف لمسيرة الشباب السعوديين المغرمين بالسينما إلي حدّ الوله، هؤلاء الذين تعلموها عن طريق المُشاهدة، والقراءة، والكتابة فقط، وأتوقع، مع الوقت، والمران، والتجربة، كما الخطأ، والصواب، أن يكون لبعضهم شأن مهم في السينما العربية، بالتوازي مع بعض مخرجي الدول الخليجية الأخري (الإمارات العربية المتحدة تحديداً).البطاقة الفنية، والتقنية للفيلمتسجيلي، ملون، 42 دقيقة، Mini DV، إنتاج : طريق الفن للإنتاج الفني، والتوزيع عام 2006كتابة، تصوير، صوت، مونتاج، إنتاج، وإخراج : عبد الله آل عيافشارك في المونتاج، والصوت : حسام البناشارك في التصوير : علي عمران، عبد العزيز بصيلاننسي (عبد الله آل عياف) الإشارة إلي استعاراته الموسيقية.عبد الله آل عياف :ـ يعمل مهندساً، وهو عضو الهيئة السعودية للمهندسين. ـ يحرّر، ويكتب في عدد من صفحات السينما في صحف سعودية، وعربية. ـ أخرج فيلمه الثاني (إطار) الذي حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمُسابقة الخليجية في الدورة السادسة لمُسابقة أفلام من الإمارات 2007.QCI0

باريس ـ القدس العربي ـ من صلاح سرميني: