بيلسان

............

24 May, 2007

أذربيجان تحظر رفع الأذان عبر مكبرات الصوت


المجلس: استعمال مكبرات الصوت يزعج المسنين والمرضى والأطفال

أعلن المجلس الإسلامي الأعلى في أذربيجان منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت بدعوى أنه يسبب إزعاجا لكبار السن والمرضى والأطفال.

وقال الناطق باسم المجلس إن المنع الذي يسري منذ أمس "لا يعني منع الدعوة إلى الصلاة, لكنه يعني عدم استعمال مكبرات الصوت لأن ذلك لا يلقى موافقة الجميع", مؤكدا ثقته في إيجاد مؤذنين يرفعون الأذان مستعملين حناجرهم فقط.

ويرى مراقبون أن المنع جاء بإيحاء من السلطات التي عرف عنها ضيقها بمن تصفهم بالمتشددين الإسلاميين.

ويحمل المجلس رسميا اسم "إدارة مسلمي القوقاز", لكن لا يعرف له تأثير خارج أذربيجان.

وقال مدير "مركز حرية الضمير" غير الحكومي إلغار إبراهيم أوغلو إن المنع يذكر بالسياسات الإلحادية البلشفية التي كانت تضيق ذرعا بكل ما يمت إلى الدين بصلة.

وتوجد مئات المساجد في البلد الواقع على بحر قزوين والذي يقطنه نحو 8.5 ملايين نسمة -أغلبهم من الشيعة- تخشى السلطات استقطابهم إيرانياً.

وكانت إحدى الإشارات على هذا الخوف تصريح رامز ميختييف أحد مساعدي الرئيس إلهام علييف في وقت سابق بأن "كون الأذريين مسلمين لا يعني أن تسعى
كل دولة لنشر مذهبها في أذربيجان والتسبب في المشاكل".
المصدر:
الجزيرة عن أسوشيتد برس

اقتناع

15 May, 2007

المرأة في الموساد

الغاية تبرر الوسيلة

تسمى (الجاسوسية) بالسلاح الرابع بعد سلاح الطيران والبحرية والآلة العسكرية البرية.. ويعتمد هذا السلاح على عقول ماهرة ذكية تحلل الواقع وتركب الحقائق.. تفسر المعلومات.. وتستخلص النتائج.. تصنع الخداع وترسم الخطط.. وقد استطاع اليهود أن يكونوا جواسيس مهرة في هذا الميدان بسبب وجودهم في معظم دول العالم، واشتهر منهم الدكتور (حاييم وايزمن) الذي سرق أسرارا كيميائية من روسيا القيصرية أثناء الحرب العالمية الأولى وباعها إلى الحلفاء مقابل مساعدة اليهود في الهجرة إلى فلسطين وتأسيس الدولة اليهودية، وقد أصبح (وايزمن) بفضل خدماته التجسسية أول رئيس للدولة في إسرائيل..

ولأن.. التجسس - كما يراه الصهاينة - يجب أن يكون: - (منبعثا من الشعور بالواجب وعلى قاعدة التطوع بالخدمة في سبيل الدولة) تجد أن مئات النساء في إسرائيل يتقدمن بطلبات للعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) سنويا، فالصهاينة يعترفون في بروتوكولاتهم أنهم سيجعلون التجسس: (عملا غير شائن.. بل على العكس.. عملا محمودا..) (33) .. ولذلك تجد أيضا أن المرأة في إسرائيل تقبل بشغف على أعمال التجسس ربما لشعورها بمهارتها في هذا العمل الذي يتطلب أولا وقبل كل شيء التخلي عن أي رادع أخلاقي وهو الشيء الذي ميز الكثير من اليهوديات عبر التاريخ البشري !.. ومن يتم قبولها في الجهاز يجب أن: تتمتع بصفات المكر والدهاء وقوة الملاحظة..
ولكي تستطيع القيام بدورها على أكمل وجه يُلزمها الجهاز بعدم الزواج لمدة تصل إلى خمس سنوات من تاريخ تجنيدها.. وتقوم بالتوقيع على تعهد رسمي بذلك، حيث أن الزواج والإنجاب ¬وفقا لما يراه مسؤولو الجهاز¬ سيؤثر سلبا علي عملها الذي يتطلب الدقة والحيطة والحذر والتركيز في المهام الموكلة إليها تجنبا للوقوع في الأخطاء.. .. ويذكر أن نسبة النساء في الموساد تبلغ اليوم 20 % على حد زعم الصحف الإسرائيلية.. إلا أن المهتمين بالشأن الإسرائيلي يؤكدون أن النسبة قد تكون أكبر من ذلك بكثير.

.. فالموساد يرى أن النساء هن أفضل وسيلة للإيقاع بمن يريدون.. وتاريخ جهاز المخابرات الإسرائيلي حافل بعشرات القصص والحوادث التي تشير إلى ضلوع فتيات الموساد بعمليات التجسس والخطف والاغتيالات..
وكانت الشرطة النرويجية في بلدة (ليل هامر) قد اعتقلت عميلتين للموساد بعد مشاركتهما في عملية قتل المغربي (أحمد بوشيكي) الذي كان يعتقد أنه المسؤول الفلسطيني (علي حسن سلامة) الذي كان يعتبر صيدا ثمينا بالنسبة للإسرائيليين..
ولعل قصة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مع اليهودية المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي تدل على مدى اعتماد اليهود على النساء في تحقيق أهدافهم..

فالمرأة (اليهودية) كانت - ولا تزال - الذراع الأيمن لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) الذي اعتمد منذ تأسيسه وحتى اللحظة اعتمادا تاما على أجساد العاهرات اليهوديات لتنفيذ مهماته التجسسية القذرة حيث يتم إسقاط العملاء من خلال تصويرهم في أوضاع فاضحة مع (العاهرات الصهاينة) ثم يجري تهديدهم بتلك الصور إذا ما رفضوا تنفيذ الأوامر.. ويعتبر (حاخامات) صهيون المتشددين أن الرذيلة نوع من العبادة وخدمة الوطن..!! وتكمن خطورة فتاة الموساد في كونها حذرة للغاية فهي لا تقدم نفسها على أنها إسرائيلية أبدا، ولذلك يقوم جهاز الموساد بتجنيد النساء اللواتي عشن لسنوات طويلة في الدول الغربية قبل هجرتهن إلى إسرائيل، لأنهن سيجدن سهولة في التحدث بلغة البلد التي ولدن فيها..

ونظرا لخدماتها الكبيرة ونشاطها الإرهابي اللامحدود.. قامت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة وفي سابقة فريدة من نوعها بتعيين (عيلزا ماجين) في منصب نائب رئيس الموساد وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ إنشاء هذا الجهاز.. ومنذ توليها ذلك المنصب أطلقت (ماجين) العديد من التصريحات الاستفزازية تجاه العرب ومما قالته: (إن الموساد يستخدم النساء لإغراء الرجال العرب) وأكدت (ماجين) في تصريحاتها أن الموساد تبذل جهودا شتى في عملية تجنيد العملاء إلا أنها:

- (تجد صعوبة بالغة في تجنيد عملاء عرب) .. وأشارت (ماجين) أن تأهيل النساء للعمل كضباط، فالموساد يستهدف بالدرجة الأولى جمع المعلومات خارج إسرائيل وتصف هذا النشاط بأنه: (.. أهم وظيفة في الموساد الإسرائيلي).. وتشير في معرض حديثها إلى أن هناك وحدتين خاصتين في الجهاز هما: وحدة (كيشت): المتخصصة في اقتحام المكاتب لتصوير الوثائق الهامة وزرع أجهزة التنصت في الأمكنة المغلقة بغية الحصول على معلومات نافعة..

وحدة (يديد): ومهمتها حراسة ضباط الجهاز في مختلف دول العالم أثناء مقابلاتهم مع العملاء في الأماكن السرية المتفق عليها.. .. وهناك حوادث إرهابية كثيرة كانت بطلاتها مجندات للموساد، ويؤكد غالبية العملاء الذين يسقطون في أيدي المقاومة أن المرأة هي الوسيلة الأكثر تأثيراً بالنسبة للموساد، وتقوم المجندات الإسرائيليات بإغراء العملاء ثم توريطهم بعلاقات مشبوهة، ويقوم أفراد الموساد بتصويرهما في أوضاع فاضحة يتم تهديد العميل بها عند رفض الأوامر.

ولا يمانع المتدينون في الديانة اليهودية من السماح للمجندات بعملية الإغراء من أجل إسقاط الأعداء، بل يعتبرونه نوعا من العبادة لخدمة الوطن، وهناك الكثير من الروايات التي تحكي قصص الموساد واستخدامه للنساء في الوصول لأهدافه ومشاركتهن في عمليات الاغتيال والاختطاف ومن أشهرها حادثة اختطاف طائرة الميغ /21/العراقية..
حادثة اختطاف طائرة الميغ العراقية

في شهر آب عام 1966 قام الطيار العراقي (منير رديف) باختطاف طائرة عراقية من نوع الميغ /21/ وهبط بها في أحد مطارات إسرائيل.. وقد هزت حادثة اختطاف الطائرة العالم واحتلت الحادثة مكانا بارزا في وسائل الإعلام العالمية لفترة طويلة وكان الاتحاد السوفيتي - سابقا - وأعضاء الملحقات العسكرية لكل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا قد بذلوا جهودا جبارة مع السلطات الإسرائيلية للسماح لهم بالاطلاع على طائرة الميغ /21/ والتي كانت أحدث الطائرات التي يمتلكها الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة..

.. كان قائد سلاح الطيران الإسرائيلي (عيزرا وايزمن) على قناعة تامة بالمثل العسكري المشهور:

(إذا أردت أن تنتصر فإن عليك أن تعرف السلاح الذي بحوزة عدوك) .. لذلك قررت إسرائيل التعرف على سلاح العراقيين عن قرب وتفحص الميغ/21/ عن كثب وكما ورد في كتاب (الموساد أفعى الإرهاب الإسرائيلية في العالم) (34)، للمؤلفين (دنس ايزنبرغ ويوري دان وإيلي لاندو) أن أجهزة الموساد اتصلت بإحدى عميلاتها في بغداد للإيقاع بأحد الطيارين العراقيين بغية اختطاف الطائرة.. وكانت العميلة الإسرائيلية امرأة يهودية ولدت في نيويورك وتحمل الجنسية الأمريكية وتتمتع بجمال أخاذ وإطلالة لافتة بالإضافة إلى امتلاكها لثقافة عالية وسرعة بديهة وحضور جذاب فتح أمامها الأبواب المغلقة في الدوائر العسكرية والسياسية..، وبعد مضي حوالي أسبوعين فقط من تكليفها بالمهمة وقع اختيارها على الطيار العراقي منير رديف المعروف بأنه من أمهر وأفضل الطيارين في سلاح الجو العراقي.. وقد تعارفا في حفلة كوكتيل.. وهناك سألت المضيف وهي تشير إلى رجل وسيم الشكل يرتدي زي ضابط في سلاح الطيران العراقي:
من يكون ذلك الشخص؟ إنه الطيار الرائع منير رديف.. قال المضيف مبتسما: هل تودين التعرف إليه؟ - بالطبع أود.. أجابت الشقراء معربة عن رغبتها الشديدة بالتعرف عليه..

.. وبسرعة غير متوقعة تم إيجاد لغة مشتركة بين عميلة الموساد والطيار منير رديف.. ونشأ بينهما حديث ودي، وبعد مرور فترة فتح الطيار قلبه وجوارحه لمستمعته الأمريكية التي أخذت تخيط شباكها حوله.. ومرت الشهور والأيام ونشأت بين الاثنين علاقة حب فاقترحت العميلة على رديف السفر سويا إلى باريس.

.. وبعد مرح صاخب وحياة إغراء .. كشفت العميلة أوراقها له واقترحت عليه الذهاب معا إلى إسرائيل بحيث يبقى ذلك الأمر طي الكتمان.. وأخرجت من حقيبتها جواز سفر جديد باسم مستعار.. وهكذا استطاعت الجاسوسة اليهودية ترتيب كل الأمور بسرعة البرق.. وفي أحد أيام شهر آب عام 1966 تم تركيب خزانات الوقود الإضافية على الطائرة التي سوف يقودها منير رديف بعد رحلته التدريبية الطويلة المقترحة.. وبعد فترة من الزمن أصبحت الميغ/21/ تحت حراسة طائرة الميراج الإسرائيلية التي طارت بالقرب منها، وعندها شعر رديف أن مرحلة الخطر قد زالت وأصبح بأمان تحت حماية رفاقه اليهود.. أما الشقراء الأمريكية التي قدم إلى إسرائيل وخاطر بحياته من أجلها فقد اختفت تماما من حياته وغادرت البلاد.. لتمارس عملها كعميلة للموساد في جهات أخرى.. ويعتبر اسمها الحقيقي حتى الآن من أكثر أسرار الموساد أهمية والبوح به من أكبر المحظورات بالنسبة لجهاز المخابرات الإسرائيلي..
أشهر فتيات الموساد في ميدان الجاسوسية

.. من المعروف أن الموساد لم تدخر وسعا في تجنيد النساء اليهوديات وغير اليهوديات.. وقضت برامج الصهيونية - حسب بروتوكولات حكماء صهيون - بأن يعمل ثلث الشعب في التجسس على الثلثين الآخرين.. وكان استخدام الصهاينة للنساء وسيلة بارزة في التجسس وهي حقيقة تاريخية ثابتة في الفكر الصهيوني.. حيث كانت المرأة عند الصهاينة قبل قيام إسرائيل وبعدها - كما تثبت عشرات الحوادث التاريخية القديمة والمعاصرة - المفتاح السحري لأصعب المهام وأقذرها على الإطلاق.. وصفحات التاريخ مليئة بحكايات الغواني اليهوديات الفاجرات اللواتي استطعن عن طريق الإغراء والعهر الوصول إلى غاياتهن الدنيئة في القتل والاختطاف والترهيب والإفساد الأخلاقي.. ومن أشهر فتيات الموساد اللواتي لعبن دورا بارزا في التجسس والاغتيالات نذكر:

سلفيا إيركا روفائي:

وهي رسامة بريطانية أوكل إليها مراقبة المناضل الفلسطيني (علي حسن سلامة) الذي دوخ الإسرائيليين طويلا ونجا أكثر من مرة من الاغتيال، وقامت الجاسوسة المذكورة برصد تحركات (سلامة) في بيروت، واستطاعت العميلة الإسرائيلية السكن بالقرب من منزله الكائن في الطابق التاسع من إحدى بنايات شارع فردان، وكما هو متوقع جاءها أمر بتنفيذ عملية اغتيال (الأمير الأحمر) كما يلقبه الإسرائيليون.. وتم تلغيم سيارة (فوكس فاكن) بعبوة تفجر لاسلكيا عن بعد ووضعها بالقرب من الطريق الذي اعتاد موكب سلامة المرور منه، وعندما وصل الرجل إلى النقطة المحددة في الساعة الثالثة من عصر يوم 22/1/1979 ضغطت الجاسوسة على الزر لتتم عملية الاغتيال.. وبعد مرور عدة سنوات تحدث ضابط الاستخبارات الإسرائيلي (رافي إيتان ) - المعروف بقسوته ودمويته - عن عملية الاغتيال وعزا الفضل فيها لنفسه(35).. ، وكان الموساد قد أعلن صراحة للأمريكيين عن نيته في اغتيال سلامة عام 1978 وقال أحد رجاله: (إنكم تعلمون ما فعله معنا، وتعرفون قواعد لعبتنا جيدا، لقد تقرر مصيره، إن الرب يغفر، أما إسرائيل فلا)..
شيرلي بن رطوف:

اشتهرت باسم (سيندي) وقد كلفتها الموساد بالإيقاع بالرجل الذي كشف أسرار إسرائيل الذرية وهو (مردخاي فاعنونو) الخبير الإسرائيلي (المغربي الأصل) والذي كان يعمل في مفاعل »ديمونا« الذري.. واستطاعت (سيندي) خلال وقت قصير إقامة علاقة خاصة مع الرجل في لندن.. ثم استدرجته إلي روما عقب نشره معلومات عن قوة إسرائيل النووية في الصحف البريطانية.. وهناك كان عملاء الموساد في الانتظار لتخديره واختطافه إلى سجون إسرائيل. وفعنونو هذا الرجل الذي استيقظ ضميره كان قد قضى ما يقارب 18 عاما في السجن الإسرائيلي وخرج في نيسان عام 2004.
شولا كوهين:

ولدت في الأرجنتين لأسرة يهودية ثرية، وكانت متزوجة من تاجر لبناني يهودي ولها أخت تعمل في عصابة الهاغانا الإرهابية.. عاشت شولا كوهين في بيروت ولعبت دورا بارزا في تهجير اليهود العرب إلى فلسطين وكانت تزور القدس باستمرار.. وقد اعتقلتها السلطات اللبنانية عام 1961 مع 28 فردا من أفراد شبكتها بسبب نشاطاتها التجسسية المعادية دون العثور عن دليل مادي يثبت إدانتها، وبدأت المحاكمة في تشرين الأول من عام 1963 وحكم عليها بالسجن مدة عشرين عاما واعتبر زوجها شريكا معها وحكم عليه بالسجن أيضا ثم أخلي سبيله بعدما استأنف الحكم لعدم وجود شهود.. وتم تخفيف الحكم على الزوجة إلى سبع سنوات بعد أن تم تعديل قانون التهريب في لبنان..
وبعد ست سنوات أفرج عن الجاسوسة شولا كوهين وعاشت في إسرائيل مع زوجها وأولادها.. لكن الحياة هناك لم ترق لها بعد كل ما فعلته من أجل إسرائيل.. وهي تعترف بذلك صراحة وتقول في حوار أجري معها: (.. لقد عملت لمصلحة إسرائيل.. كل ما طلب مني نفذته.. إنني لا أستطيع أن أقول كل شيء.. منذ الإفراج عني ودخولي إلى إسرائيل لم أر شخصا واحدا من الذين كانت لهم علاقة بي.. اعتقدت أن العائلة ستتوحد بعد طيلة غياب مريرة كما كنت أحلم.. لكن السلطات نقلت زوجي وأولادي ووزعتهم في طول البلاد وعرضها.. وإنه لمن السهل فهم أولادي الذين يتهمونني بأنني فضلت إسرائيل والصهيونية عليهم.. لا يهمني التعويض المالي.. ما يهمني هو التنكر الأسود.. لم يهتم بي شخص واحد ممن أعرفهم ولم يلتق بي واحد من هؤلاء.. كان من الأفضل لو أنهم نفذوا بي حكم الإعدام الذي صدر بحقي وكانوا يحولونني بذلك إلى قديسة بعد موتي) (36).
إيرين تسو:

.. ولدت في مقاطعة شنغهاي بالصين…. وأمضت معظم حياتها في حي شعبي فقير وكانت امرأة لعوب وكثيرا ما كانت تظهر عارية على مسارح هونغ كونغ وهي ليست يهودية.. لكنها تعلمت أسرار الجاسوسية من أصدقاء لها كانوا يعملون في المخابرات السرية دربوها على استخدام الأدوات السرية واستعمال السلاح كما دربوها على استخدام جسدها لانتزاع الأسرار من السفراء والعسكريين ورجال السياسة والأعمال .. وقد جاءت تسو إلى المغرب وعملت في ملهى (الدون كيشوت) وهناك تعرفت بجاسوس إسرائيلي وتعلقت به إلا أن المخابرات المغربية اكتشفت أمرها وألقت القبض عليها مع رفيقها الإسرائيلي وصادرت منها وثائق عسكرية هامة تخص المغرب والجزائر وليبيا.. وفي التحقيق معها تم إدانتها وأعدمت بعد أن دخلت معظم قصور العالم(37)..
هبـة سليـم
(صيد الموساد الثمين)

اسمها الكامل هبة عبد الرحمن سليم عامر.. فتاة مصرية مدللة.. ولدت في أسرة ثرية وسافرت إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي في باريس مثلما يفعل أبناء الأثرياء.. وهناك اعتادت على حياة الحرية والتحرر من كل قيد.. جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذي تعجب لجرأتها وتحررها.. .. كانت هبة سليم لا تعير اهتماما للتقاليد الشرقية المحافظة وتجاهر بالفم الملآن بكرهها الشديد للعرب الذين يقولون أكثر مما يفعلون –حسب رأيها- وكثيرا ما كانت تبدي إعجابها بالحياة الاجتماعية المتحررة في إسرائيل وأوربا.. ولذلك وجد فيها الموساد صيدا ثمينا خصوصا وأنها أبدت استعدادها الكامل للتعامل مع الموساد ودون أي مقابل مادي وهو ما أثار إعجاب الإسرائيليين ودهشتهم في نفس الوقت!! وسرعان ما انخرطت الفتاة في سلك الجاسوسية وأتقنت فنونه بتفوق..

.. استطاعت هبة سليم تجنيد خطيبها المقدم في الجيش المصري فاروق عبد الحميد الفقي مدة تسع سنوات لحساب الموساد.. وعن طريقه استطاعت جمع الكثير من المعلومات والخرائط والأسرار العسكرية الهامة.. إلا أن المخابرات المصرية اكتشفت أمرهما في نهاية الأمر وقامت بإعدامهما في أحد سجون القاهرة رغم توسط وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر لدى السادات لتخفيف الحكم على الجاسوسة بطلب شخصي من غولدا مائير..!

.. كانت هبة سليم تعتقد أنها بطلة.. وعندما سألها رجال الموساد عن أمنيتها الخاصة لدى زيارتها تل أبيب قالت بأنها تود مقابلة رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير!!

وعلى الفور قام الموساد بالترتيبات الأمنية اللازمة لهذا اللقاء الذي كتبت عنه الجاسوسة في مذكراتها ما يلي: (طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحية لي. وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبدا إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول وفي مطار تل أبيب كان ينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة، وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو.. واستقبلني بمكتبه مائير عاميت رئيس جهاز الموساد، وأقام لي حفل استقبال ضخم ضم نخبة من كبار ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة، وعندما عرضوا تلبية كل أوامري طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت على مدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية.. وقابلتني مسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني اليهم قائلة: »إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين«. وبعد عدة أيام عدت إلى باريس.. وكنت لا أصدق أن هذه الجنة (إسرائيل) يتربص بها العرب ليدمروها) (38)
أمينــة المفتي
(آني موشيه بيراد)

ولدت أمينة داود المفتي عام 1939 لأسرة ثرية في إحدى ضواحي عمان الراقية، وكانت عائلتها الشركسية المسلمة قد هاجرت إلى الأردن منذ سنوات طويلة، وتبوأت مراكز سياسية واجتماعية مرموقة.. عرفت أمينة المفتي بين أقرانها بالجمال والدلال والذكاء والطموح لكنها وبرغم نشأتها في أسرة محافظة كانت تكره التقاليد وتسخر منها..
بداية السقوط..

أحبت أمينة المفتي في بداية حياتها شابا فلسطينيا لكنه صدها وهجرها إلى أخرى بسبب غرورها وأنانيتها.. .. صدمها الموقف برمته وكان له آثاره السلبية على حياتها ودراستها، إذ حصلت على الثانوية العامة بدرجات متوسطة، دفعتها للتفكير في السفر إلى أوروبا للالتحاق بإحدى جامعاتها.. وفي عام 1957 التحقت بجامعة فيينا لدراسة علم النفس الطبي وهناك تعرفت على طالبة نمساوية (شاذة) تدعى جولي باتريك وتأثرت كثيرا بشخصيتها المتحررة إلى حد الانحلال..
وهكذا مرت سنوات الدراسة في فيينا وفي آب من عام 1961 عادت أمينة المفتي إلى عمان مكرهة تحمل بداخلها طبائع أخرى، بحثت عن حبيبها الفلسطيني وصدمت عندما علمت بنبأ زواجه من فتاته السمراء.. ففكرت بالعودة إلى النمسا.. واستطاعت الحصول على عمل بورشة صغيرة للعب الأطفال، وهناك تعرفت بالفتاة اليهودية (سارة بيراد) وانخرطت معها في حياة الانحلال والشذوذ.. وفي إحدى زيارات أمينة المفتي لأسرة سارة في وستندورف، تعرفت إلى (موشيه) شقيق سارة الأكبر الوسيم.. كان موشيه طيار عسكري برتبة نقيب،يكبرها بسبع سنوات، وهو إلى ذلك كله بهي الطلعة.. ساحر النظرات معسول الكلام.. فأحبته وارتبطت به بعلاقة محرمة لمدة خمس سنوات.. ساعدها موشيه خلالها في الحصول على شهادة دكتوراه مزورة في علم النفس المرضي وهو فرع من علم النفس الطبي، وفي أيلول من عام 1966 عادت إلى الأردن بشهادة مزورة وجسد منهك بالخطايا..
.. وحدث ذات يوم أنها قرأت إعلانا في صحيفة محلية عن تأجير مستشفى للمعاقين جسديا ونفسيا تابع لوزارة الصحة.. وفي اليوم التالي كانت في مكتب وزير الصحة وطلبت منه تأجير المستشفى فوافق على طلبها.. وسارت الأمور بشكل روتيني لبضعة شهور حتى فوجئت أستاذة علم النفس بوزير الصحة يستدعيها ويخبرها بأن عقد الإيجار الذي أبرمته الوزارة معها قد تم فسخه لأن موظفو الوزارة تمكنوا من ضبط مخالفات مالية واختلاسات واضحة في المواد الطبية والإيرادات وكشوف المصروفات في المستشفى الذي تديره.
الزواج من يهودي..
.. غادرت الدكتورة مكتب الوزير حانقة، غاضبة،وكارهة لكل ما يمت لهذا الوطن بصلة… خصوصا وأنها بعد الحادثةواجهتاتهامات تشكك في حصولها على شهادة الدكتوراه.. فقررت العودة إلى النمسا من جديد .. وبعد نكسة حزيران عام 1967 أسرعت أمينة المفتي إلى موشيه الذي عرض عليها الزواج فوافقت على طلبه دون تردد أو تفكير.. وفي معبد شيمودت.. اعتنقت أمينة المفتى اليهودية، وتزوجت من موشيه زواجا محرما شرعا، واستبدلت اسمها العربي بالاسم اليهودي الجديد (آني موشيه بيراد) وعاشت معه في شقته الجديدة حياة ملؤها الخوف والتوتر بسبب فعلتها.. إذ أن الخائنة كانت تعتقد أن عيون المخابرات العربية تترصدها في كل مكان ولذلك كانت تتمنى لو أنها كانت تعيش في أي مكان آخر بعيدا عن أعين الرقباء العرب..

.. وفي صيف عام 1972اعتقدت أن الفرصة التي كانت تحلم بها قد أتتها على طبق من ذهب عندما قرأت إعلانا غريبا بإحدى الصحف النمساوية، تطلب فيه إسرائيل متطوعين من يهود أوروبا للالتحاق بجيش الدفاع، مقابل مرتبات مغرية، وحاولت إقناع زوجها بالفكرة والعيش في إسرائيل لتودع الخوف إلى الأبد.. وأمام إلحاحها المستمر وافق الزوج اليهودي وطارا معا إلى إسرائيل في تشرين الثاني من العام 1972 وأقاما في بيت مريح بمستوطنة ريشون لتسيون.. وهناك استقبلت أمينة المفتي بحفاوة إسرائيلية بالغة ووعدها الإسرائيليون بتوفير عمل مناسب لها أيضا في أقرب فرصة بعد أن أخذوها إلى جهة أمنية وسألوها مئات الأسئلة عن نشأتها في الأردن.. أسرتها.. زواجها.. آراؤها السياسية.. وغير ذلك.. إلا أن ما حلمت به الخائنة وتمنته لم يدم طويلا.. إذ أن مدفعية السوريين أسقطت طائرة الرائد الإسرائيلي موشيه بيراد (السكاي هوك) في أول طلعة استطلاع له على الجبهة السورية.. ولم تعلن سوريا عن أسر الطيار الإسرائيلي وقالت أن الطائرة انفجرت في الجو وقائدها بداخلها.. وحاولت إسرائيل استعادة جثة الطيار القتيل عن طريق الصليب الأحمر إلا أن الإجابة كانت انه مفقود ولا اثر لجثته!. رحلة الانتقام..

نزل الخبر على المرأة الخائنة كالصاعقة ولم تصدق الأمر.. وظلت تصرخ وتصرخ بهستيريا لأيام طويلة.. وبعد شهر ونصف من الحادث قالت بأنها تشكك في البيان السوري، وبأن موشيه ما يزال حيا لأنه طيار ماهر!! وصبت جام غضبها على العرب الذين ضيعوا حلمها بالاستقرار والعيش في إسرائيل.. وقررت الثأر لزوجها والانتقام له.. ولكن وقبل كل شيء سافرت إلى شقتها في فيينا التي عاشت فيها ذكريات جميلة مع زوجها الطيار اليهودي.. وفي صباح اليوم التالي أيقظها ثلاثة ضباط إسرائيليون زعموا أن مهمتهم تنحصر في إنهاء إجراءات الإرث الخاص بها، دون إثارة مشاكل مع أسرة زوجها.. وكان ميراثها مع التعويض يربو على النصف مليون دولار، مع الشقة الرائعة في ريشون لتسيون، وطلب الرجال الثلاثة منها أن تتعاون معهم لقاء ذلك، وتنفذ ما سيطلب منها بلا تردد.. ولم تكن المرأة التي باعت دينها وخانت وطنها بحاجة إلى كثير من العناء لجرها إلى فخ الجاسوسية.. فهي طبيبة.. تحمل ثلاث جنسيات مختلفة (الأردنية والنمساوية والإسرائيلية).. بالإضافة إلى أنها غارقة في بحر من الحزن والضغينة والحقد على العرب وكان من السهل على الموساد اصطيادها وتجنيدها لحسابها لكل هذه الأسباب..

.. بدأت أمينة المفتي بمساعدة ضباط الموساد التدرب على أصول التجسس ومبادئه في شقتها.. وتعلمت في 34 يوما أساليب التجسس المختلفة وكانت في كل هذا ماهرة.. بارعة..
غادرت أمينة المفتي فيينا إلى بيروت لتبدأ رحلة الانتقام، وكتبت في مذكراتها:
(.. لن أهدأ حتى أشهد بنفسي بحور الدم المراق تعلوها الأشلاء الممزقة.. وأرى ألف زوجة عربية تبكي زوجها، وألف أم فقدت ابنها، وألف شاب بلا أطراف..) (39)
الجاسوسة في المصيدة..

وكانت مهمتها المحددة هي تقصي أخبار رجال المنظمات الفلسطينية الذين يؤرقون أمن إسرائيل بالإضافة إلى التحري عن مراكز إقامة قادة المقاومة، والطرق التي يسلكها الفدائيون للتسلل إلى الأرض المحتلة، أيضاً - التغلغل داخلهم لمعرفة أعداد الفدائيين، وتدريبهم، وتسليحهم. ومدى مهارتهم في التخفي والمناورة، ومخازن الأسلحة والإعاشة.. والحصول على القوائم السرية لرجال المخابرات الفلسطينية (رصد) في أوروبا وصفاتهم.

.. وقد برعت الجاسوسة الإسرائيلية في كل ما طلب منها.. وخصوصا أن الفلسطينيين وثقوا بها لفترة طويلة فاستطاعت دخول المخيمات الفلسطينية في لبنان والتنقل فيها بحرية تامة.. والتقت برئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات شخصيا عدة مرات وفكرت باغتياله كما ورد في مذكراتها، وجمعت معلومات وافرة عن القادة الفلسطينيين الذين دوخوا الموساد لسنوات طويلة أمثال الشهيد (علي حسن سلامة) المسؤول عن عملية (ميونيخ) التي قتل فيها إحدى عشر إسرائيليا.. إلا أنها سقطت في نهاية الأمر واكتشف أمرها.. وسجنت لعدة سنوات قبل أن يفرج عنها مقابل الإفراج عن أسيرين فلسطينيين في إسرائيل..
النهاية..
وفي يوم 13 فبراير 1980 تمت عملية مبادلتها بالأسيرين الفلسطينيين، وعاشت الجاسوسة القذرة في شارع هابحيفيم هرتسليا ضمن مستوطنة محصنة يقطنها 22 ألف يهودي وتولى جهاز (الشين بيت) الإسرائيلي حمايتها خوفا من أن تطولها يد عربية في يوم من الأيام، خصوصا وأن عشرات الصحف نشرت صورها وأخبارها.. واسمها يتصدر لوحة الشرف بمبنى الموساد، وهي لوحة تضم أمهر العملاء ويطلق عليهم اسم (الأصدقاء الذين أخلصوا لإسرائيل) وقدموا إليها معلومات عن أعدائها ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة ..
.. أخضعت أمينة المفتي لرعاية طبية نفسية مكثفة، ومنحها الموساد ستين ألف شيكل مكافأة لها،.. إلا أن حياتها ظلت مضطربة وقلقة كما تحكي في مذكراتها، وعام 1982 افتتحت عيادة خاصة وبعد ستة أشهر تقريبا سمعت خبرا في إذاعة لبنانية عن موت والدها وفقدان أمها النطق بسببها.. وفي محاولة يائسة ذهبت الجاسوسة لمبنى الموساد وقابلت الرئيس الجديد ناحوم أدوني.. وطلبت منه أن يحقق رغبتها في العودة إلى الأردن.. ووعدها آدوني بالنظر في أمرها..
ظلت أمينة تنتظر الرد.. وبعد ثلاثة أشهر، أخبرها ضابط الموساد أن أهلها يرفضون أن تعود إليهم وسلمها شريط كاسيت سجل عليه أفراد أسرتها وأعمامها وأخوالها تمنياتهم لها بالموت على ألا تطأ الأرض الأردنية بقدميها بعدما فعلته من غدر وخيانة وقذارة.. وفي مطلع عام 1984 نشرت مجلة (بمحانية) العسكرية الإسرائيلية خبرا صغيرا يقول إن وزير الدفاع أصدر قراراً بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد، وظلت نهاية أقذر جاسوسة عربية للموساد يلفها الغموض وتتقاذفها الروايات الكثيرة..
إحدى الروايات تؤكد بأنها تعيش الآن بولاية تكساس الأمريكية مع زوجها الإسباني باسم جديد حيث تمتلك مزرعة واسعة هناك.. بينما تزعم رواية ثانية بأنها أجرت تعديلات بوجهها بمعرفة الموساد.. وتعيش في جنوب أفريقيا منذ عام 1985 تحت اسم مزيف.. وتعمل في الاستيراد والتصدير.. وتزعم رواية ثالثة أنها انتحرت بحقنة سامة داخل حجرتها بقسم الأمراض العصبية بمستشفى تل هاشومير، وهو مستشفى يعد من أكبر مستشفيات إسرائيل..
انشراح موسى
(الجاسوسة التي أنقذها السادات)
الزوج الجاسوس..

ولدت انشراح علي موسى عام1937(40) في مدينة المنيا لأسرة صعيدية متزمتة.. وكانت الفتاة ذات قوام رشيق ووجه مليح وعينان نجلاوان.. وعندما استطاعت أن تحصل على الشهادة الإعدادية عام 1951 وبعد أيام قليلة على نجاحها اصطحبها والدها معه إلى القاهرة لحضور حفل عرس أحد أقاربه مكافأة لها.. وفي العرس التقت بالشاب الوسيم هو إبراهيم سعيد شاهين ابن العريش المولود عام 1929.. وشاء لها القدر أن تحبه وتتزوجه رغم معارضة والدتها لهذا الزواج.. وكان زوجها يعمل كاتب حسابات بمكتب مديرية العمل بالعريش.. وهو أيضا لم يحصل إلا على شهادة الإعدادية.. لذلك اتفق مع انشراح على أن يواصل أولادهما تعليمهم حتى أعلى الشهادات العلمية.. وأصبح هذا الأمل هو هدفهما المشترك الذي يسعيان إلى تحقيقه.. خصوصا بعدما رزقا بثلاثة أبناء هم نبيل ومحمد وعادل..
في عام 1963 أرسل الزوجان أولادهما إلى عمهم بالقاهرة ليواصلوا الدراسة هناك.. وفي أكتوبر من 1966 ضبط إبراهيم يتلقى الرشوة وحبس ثلاثة أشهر.. وبعد ذلك بعام تقريبا قامت إسرائيل باحتلال سيناء فمنع المسافرين الذهاب إلى القاهرة.. فتأزم الزوجان قلقا على أولادهما خصوصا وأن الحياة في العريش أضحت صعبة وأصبح الزوج مثله مثل المئات من الأهالي عاطلا عن العمل، ووسط هذا المناخ كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بهمة ونشاط لاصطياد العملاء بغية الإيقاع بهم وتجنيدهم لحسابها..
.. وحدث ذات يوم أن اندفع إبراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي ليطلب تصريحا له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة.. وحدثت بينه وبين الضابط الإسرائيلي حوارات متعددة استطاع خلالها (أبو نعيم) الضابط الإسرائيلي اكتشاف نقاط الضعف في شخصية إبراهيم ووعده بالنظر في أمر التصريح في أسرع وقت.. كما أمر له ببعض المواد التموينية الضرورية كالدقيق والشاي والسكر التي أصبحت فيما بعد المصدر الوحيد للإعاشة حيث كان (أبو نعيم) يماطل في أمر لتصريح لكنه لا يماطل في أمر الإمدادات الغذائية اللازمة .. وذات صباح فوجئ الزوج بمن يستدعيه لمكتب (أبو نعيم).. فذهب إليه في الحال فأخبره الضابط بأن الحاكم العسكري وافق على منحه تصريح السفر هو وزوجته بشرط أن يكون متعاونا ويأتيه بأسعار الفاكهة والخضراوات في مصر.. والحالة الاقتصادية للبلد بواسطة أخيه الذي يعمل بالاستيراد والتصدير، وافق إبراهيم شاهين على الفور ونجح في الاختبار الأول.. فأحاله الضابط الإسرائيلي إلى (أبو يعقوب) لإكمال المهمة.. فطلب منه هذا الأخير أن يذهب معه إلى المكتب الرئيسي للأمن المختص بالتعامل مع أبناء سيناء في بئر السبع وهناك استضافوه ولوحوا له بإغراءات مادية لم يكن يحلم بجمعها في يوم من الأيام.. وافق إبراهيم على التعاون مع الإسرائيليين في جمع المعلومات عن مصر.. وتسلم - كدفعة أولى - ألف دولار في الوقت الذي لم يكن يملك فيه ثمن لقمة الخبز.
.. أخضع الجاسوس الجديد لدورة تدريبية مكثفة تعلم أثناءها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل.. ووسائل جمع المعلومات ودرب أيضا على كيفية بث الإشاعات والتمييز بين الأسلحة المختلفة.. واجتاز العميل الدورة بنجاح وهكذا تحول إبراهيم من مواطن مصري إلى عميل إسرائيلي. وعاد إلى بيته محملا بالهدايا الإسرائيلية لزوجته وأولاده..
الحياة الجديدة..
دهشت انشراح وسألته عن مصدر النقود.. فهمس لها بأنه تعاون مع اليهود ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام وأعطوه ألف دولار لأنه أرشدهم عن مخبأ فدائي مصري واعترف لها بأنه سيواصل تعاونه معهم لأنه عاطل عن العمل ولأنه يمدهم بمعلومات تافهة لا قيمة لها عن أسعار الخضار والفاكهة..

لم تستغرب الزوجة الأمر كثيرا وسرعان ما عانقت زوجها سعيدة بما جلبه لها.. لكنها طلبت إليه أن يطلعها على رسائله أولا بأول.. وأن تقوم بشطب أية معلومات لا داع لإرسالها لهم ووافق الزوج على طلبها فنامت قريرة العين..
في 19 تشرين الثاني من عام 1967 وصل إبراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي.. ومنحا سكنا مجانيا في حي المطرية.. وأعيد إلى وظيفته من جديد بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة..
وبعدما استقرت الأمور قليلا.. انتقل الزوجان إلى حي الأميرية المزدحم وبدأا في جمع المعلومات وتصنيفها وكتابتها بالحبر السري… واعتاد إبراهيم أن يختتم رسائله بعبارة: (تحيا إسرائيل العظمى.. موسى) ولأجل تغطية مهامه التجسسية عمل إبراهيم في تجارة الملابس والأدوات الكهربائية.. كان يتغيب كثيرا عن العمل غالبية أيام الأسبوع ويغدق على زملائه الكثير من الهدايا.. وبغية استثمار هذا الثنائي في أعمال أكثر أهمية قام الموساد باستدعاء الزوجان إلى روما في شهر آب من عام 1968..
الثنائي الجاسوس بين تل أبيب وروما..

وهناك التقيا بمندوب الموساد وتسلما منه وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم (موسى عمر ودينا عمر).. وطارا بطائرة العال الإسرائيلية وهبطا في مطار اللد حيث استقبلا بحفاوة بالغة.. وتم استضافتهما بفيلا رائعة في تل أبيب لمدة ثمانية أيام حصلا خلالها على دورة تدريبية مكثفة، ومنح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم موسى، أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم دينا، وطلبت الجاسوسة من الموساد زيادة المكافآت لاشتراكها في العمل يدا بيد مع زوجها الجاسوس فكان لها ما أرادت خصوصا وأن الزوجان العميلان قد برعا خلال حرب الاستنزاف (1967 – 1970) في إرسال المعلومات العسكرية الهامة بالوثائق والصور..
.. وتعددت زيارات الجاسوسان إلى روما للقاء ضباط الموساد من جهة ولاستثمار أموال الخيانة من جهة أخرى.. وقد اتفقا أن يوسعا نشاطهما التجسسي فقررا إشراك ولديهما لزيادة الدخل ولم يكن من الصعب تنفيذ ذلك القرار على أرض الواقع.. وهكذا انخرطت الأسرة كلها في التجسس.. وانتقلت إلى فيلا فاخرة بمدينة نصر.. وامتلأ المنزل بالأصدقاء من ضباط وموظفين وطيارين.. الجواسيس الصغار..
وتحول نبيل وعادل ومحمد إلى جواسيس صغار يجمعون المعلومات ويصورون الأماكن العسكرية الحساسة ويكتبون الرسائل بالشيفرة والحبر السري.. وذات مساء بينما هم جميعا أمام التليفزيون.. عرض فجأة فيلم تسجيلي عن أحد الجواسيس الذي انتهى الأمر بإعدامه شنقا.. فانتابتهم حالة رعب وفزع لأسابيع طويلة.. امتنعوا خلالها عن كتابة التقارير أو الرسائل..
ومرض الزوج الجاسوس فاضطرت انشراح للسفر وحدها إلى روما تحمل الكثير من المعلومات والصور الهامة.. ووجدت الجاسوسة في الرحلة فرصة للخروج من أزمتها النفسية السيئة.. وهناك التقت بأبي يعقوب ضابط الموساد الداهية وحكت له معاناتهم جميعا.. فطمأنها الضابط ووعدها بعرض الأمر على الرئاسة في تل أبيب.. وصحبها إلى ناد ليلي وشربت معه حتى الثمالة.. وفي الصباح وجدت نفسها عارية بين أحضانه ليضمن ولائها لإسرائيل..

وفي أواخر شهر أيلول عام 1973 كانت انشراح بمفردها في رحلة أخرى إلى روما.. فاستقبلها أبو يعقوب وغاصت معه مرات ومرات في بحور الرذيلة والحرام.. وفاجأها الضابط الإسرائيلي في أوائل شهر تشرين الأول بنبأ هجوم الجيش المصري والسوري على إسرائيل.. وأن احتمال القضاء على دولة اليهود أصبح وشيكا لكن ذلك لم يحدث.. وفي أبريل 1974 اقترحت انشراح على الأسرة (الجاسوسة) السفر إلى تركيا للسياحة.. وبينما هم في أنقرة اتصل بهم أبو يعقوب وطلب من إبراهيم أن يسافر إلى أثينا لمقابلته. ومن هناك سافر إلى إسرائيل. وفي مبنى المخابرات الإسرائيلية سألوه: كيف لم تتبين الاستعدادات للحرب في مصر؟ فأجابهم أنه لا يعرف.. لأن الكثير من ضباط القوات المسلحة تقدموا بطلبات لزيارة الكعبة للعمرة..!! وبعد اجتماع مطول أخبره قادة الموساد مضاعفة راتبه ووعدوه بمكافأة قدرها مليون دولار إن أرسل لهم موعد حرب قادمة وقرروا تسليمه أحدث جهاز إرسال لاسلكي في العالم يتعدى ثمنه المائة ألف دولار.. لكنه تخوف من حمله معه إلى القاهرة.. فاتفقوا معه على أن يجده مخبئا في مكان حدد له على طريق القاهرة السويس الصحراوي.. الجاسوسة في إسرائيل..
عاد إبراهيم إلى أثينا ثم أنقره حيث تنتظره الأسرة وعادوا جميعا إلى القاهرة وفي المكان المحدد نزلت انشراح من السيارة وبيدها معول صغير.. وظلت تحفر إلى أن أخرجت الجهاز.. وعندما ذهبوا بالجهاز إلى المنزل أراد إبراهيم تجربته بإرسال أولى برقياته فلم يتمكن من إكمال رسالته.. بعدما تبين له أن مفتاح التشغيل أصيب بعطل.. وقررت انشراح السفر إلى إسرائيل لإحضار مفتاح جديد.. وسافرت بالفعل يوم 26 تموز من عام 1974..

فوجئ بها أبو يعقوب ودهش لجرأتها وأقام حفلا ماجنا (على شرفها) ومنحها مكافأة مجزية قدرها 2500 دولار مع زيادة الراتب للمرة الثالثة إلى 1500 دولار شهريا.. إلا أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فأثناء وجود الجاسوسة في إسرائيل كان زوجها إبراهيم يجرب تشغيل الجهاز فاستطاعت المخابرات المصرية التقاط ذبذبات الإرسال بواسطة اختراع سوفييتي متطور جدا اسمه (صائد الموجات) وقامت باكتشاف أمر الجاسوس واعتقاله في 5 آب من العام 1974 وعثر في بيته على جهاز اللاسلكي ونوتة الشيفرة..
.. وفي 24 آب 1974، وصلت الجاسوسة انشراح موسى إلى مطار القاهرة الدولي قادمة من روما بعد شهر كامل بعيدا عن مصر وفوجئت بأن زوجها لا ينتظرها كالعادة.. واستقلت سيارة أجرة إلى فيلتها الفاخرة لتجد رجال المخابرات المصرية بانتظارها.. وفوجئ ضباط الموساد برسالة أرسلت من المخابرات المصرية بواسطة جهاز الإرسال الذي أعطوه للجاسوسين وكانت تلك الرسالة: (أوقفوا رسائلكم مساء كل أحد.. لقد سقط جاسوسكم وزوجته وأولاده، وقد وصلتنا آخر رسائلكم بالجهاز في الساعة السابعة مساء الأربعاء الماضي)
وفي 25 تشرين الثاني من عام 1974 صدر الحكم بإعدام انشراح وزوجها شنقا، والسجن 5 سنوات للابن نبيل وتحويل محمد وعادل لمحكمة الأحداث.. وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا بالجاسوس إبراهيم سعيد شاهين، الجاسوس الذي ظل يتعامل مع الموساد طوال سبع سنوات.. بتاريخ 16 كانون الثاني عام 1977..
وترددت الأنباء في حينها عن شنق الجاسوسة انشراح موسى أيضا إلا أن صحيفة (حداشوت) الإسرائيلية بعددها الصادر في 26 تشرين الثاني من العام 1989 ذكرت أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات قد أنقذها من حكم الإعدام بأمر شخصي منه.. وتمكنت الجاسوسة من العيش بإسرائيل مع أولادها الثلاثة (في صفقة لم تعلن عن تفاصيلها) وحصلوا جميعا على الجنسية الإسرائيلية واعتنقوا الديانة اليهودية.. واستبدلوا أسماءهم العربية بأخرى يهودية فصار اسم شاهين (بن ديفيد) واسم انشراح (دينا بن ديفيد) وعرف عادل باسم (رافي) ونبيل باسم (يوسي) ومحمد باسم (حاييم).. !!

ملاحظة
33- المصدر: بروتوكولات حكماء صهيون وتعاليم التلمود – ص 147
34- ( المصدر: الموساد أفعى الإرهاب الإسرائيلية في العالم – تأليف دنس ايزنبرغ - يوري دان - إيلي لاندو - ترجمة: م. منتجب يونس – د. رفيقة العبد الله – منشورات دار علاء الدين – ط1 /2004 )
35- يعتبر رافي إيتان المسؤول المباشر عن خطف الضابط النازي الألماني أدولف إيخمان من الأرجنتين عام 1960 الذي حوكم في إسرائيل وأعدم في سجن الرملة بتاريخ 31/5/ 1962.. ويتباهى إيتان بقتله العشرات من خصومه في أنحاء مختلفة من العالم بإطلاق الرصاص أو الخنق أو الطعن أو الضرب على الرأس.. وعندما اغتيل سلامة كان إيتان يشغل منصب المستشار الشخصي لشؤون الإرهاب لرئيس وزراء الكيان (منحيم بيغن)، وكان إيتان قد زار بيروت منتحلا شخصية رجل أعمال يوناني لمراقبة سلامة ورصد تحركاته وعندما عاد إلى تل أبيب أرسل ثلاثة من رجاله إلى بيروت قام أحدهم باستئجار سيارة والثاني فخخها بالمتفجرات والثالث أوقفها على الطريق.. وكان بيغن قد قرر استبقاء إيتان في منزله بعيدا عن العمل الميداني لأنه (أثمن) من أن يخاطر به مرة أخرى !!
36- المصدر: المرأة اليهودية بين فضائح التوراة وقبضة الحاخامات – ص 216
37– المصدر السابق – ص 220
38- المصدر: مجلة فلسطين - 20 / 4 / 2004
39- القصة الكاملة للجاسوسة أمينة المفتي نشرت كاملة في مجلة فلسطين (الإلكترونية) – بقلم الكاتب المصري فريد الفالوجي /بتاريخ 30/8/2004
40- قصة الجاسوسة نشرت بالكامل على موقع مجلة فلسطين الإلكتروني بقلم الكاتب المصري فريد الفالوجي - بتاريخ الثلاثاء 20 نيسان 2004

10 May, 2007

في تشويه سمعة أم الدنيا وأبوها وانتقام المخرجين من ضبّاط التمثيل

حسام الدين محمد/ القدس العربي

لقد انقلبت المعايير وانخسف الميزان: عندما تأسست هذه الزاوية كان الهدف منها تقديم نقد للفضائيات العربية والاجنبية وبرامجها وافلامها ومقدميها الخ...
ولم يكن مطلوبا من الكاتب الا ان يكون مطّلعا علي هذا الجانب، علي ان تكون كتابته خفيفة الدم وساخرة وتقدّم معلومات للقاريء.غير ان مواصفات الكاتب لهذه الزاوية بدأت تتغيّر ومن الممكن خلال وقت قريب ان يكون مطلوبا من كاتبها ان يقدّم سيرة مهنية CV يثبت فيها انه تعرض لـ5 سنوات اعتقال علي الأقل، و3 سنوات بين المحاكم وأقسام الشرطة والأمن.
اما اذا تطوّر الأمر وساءت احوالنا اكثر فربّما ستتطلب مواصفات الكاتب ان يكون قد خضع لدورة عسكرية في توضيب الاحزمة الناسفة ورمي قذائف الآر بي جي وقصف الصواريخ!اكتب هذا الأمر بمناسبة صدور الأمر بحبس زميلتنا في هذه الزاوية هويدا طه بتهمة الاضرار بالمصالح القومية لمصر و اعطاء وصف غير صحيح للأوضاع فيها بعد مصادرة الأفلام غير الممنتجة لفيلمها وراء الشمس الذي يتحدّث عن التعذيب في برّ مصر!لا أنكر ان هويدا كاتبة سليطة اللسان ويشاركها في ذلك عدد آخر من كتاب الزاوية مثل حكم البابا (الذي منع مسلسله الأخير من العرض في التلفزيون السوري) وسليم عزوز (الذي ألّف خلال ستة شهور من كتابته لهذه الزاوية انسكلوبيديا في هجاء وزير الاعلام المصري السابق صفوت الشريف) وقبلهما خميس الخيّاطي (الذي حوكم هو ايضا علي التعرّض في هذه الزاوية لأحد كبار اصحاب النفوذ، كما منع كتابه المؤلف من حلقات هذه الزاوية لفترة طويلة).
لكن اين حصل الخطأ الذي أدي للحكم عليها بالحبس؟من المعلوم طبعا ان التعذيب يحصل في كل السجون لكن هل يعقل بهويدا ان تقنعنا ان ذلك يحصل في مصر؟وبما انني لم اعرف عن هويدا شغفا بالابداع الأدبي فكيف استطاعت تأليف كل هذه الحكايات والقصص غير المعقولة عن التنكيل بالمواطنين المصريين علي ايدي زملائهم من افراد الشرطة الموكلين بالحفاظ علي امن هؤلاء المواطنين وكراماتهم وممتلكاتهم؟قد يردّ عليّ ثورجي مغرض ويقول اذن من اين جاءت هويدا بهؤلاء الشهود الذين قدمت قصصهم؟
وأقول ان هويدا، وبالاستعانة بفريق قناة الجزيرة في القاهرة، قد اختطفت هؤلاء الشهود وعلقتهم بالكلاّبات واقعدتهم علي الكرسي الألماني وقامت بتعذيب مروّع لهم ليدّعوا هذه الادعاءات السخيفة عن تعذيبهم علي ايدي عناصر الأمن المصري.القضاء المصري العادل درس القضية من كل جوانبها واستبان كل تفاصيلها ودقّق في دعوي اجهزة الأمن ضد هذه الصحافية الألعبان التي نجحت في فبركة كل هذه التفاصيل لتشويه سمعة ام الدنيا وأبوها وابنها (الذي تزوّج مؤخرا ابنة مليونير شقراء وزرقاء العيون، عقبال اولادكم)، وعليه فانا مستغرب حقا من هذا الحكم الخفيف اللطيف.صحيح ان السجن للرجال وان هويدا هي ـ ولا مؤاخذة ـ مجرّد ستّ وضلع قاصر لكن هذا لا يقلّل من هذه المهزلة: ستّة اشهر مع النفاذ. فقط؟عجيب الا يخاف القضاء المصري بعد اصداره هذا الحكم المخفّف من الاساءة التي يشكلها ذلك علي سمعة البلاد والاضرار بمصالحها القومية.الم اقل لكم ان المعايير انقلبت وان الميزان انخسف!

ممنوع التلفونات، خلينا علإيميلات

عناية جابر
القدس العربي


احيانا يتصل بي صديقي من فلسطين. يتصل بي من وقت لآخر بعض الاصدقاء الفلسطينيين، خصوصا في نوبات حروبنا.
انا لا استطيع الاتصال بهم تلفونيا من بيروت. ممنوع، يقول لي عامل السنترال عندنا، فالرقم الذي طلبت وصلك به، هو رقم يعني اسرائيل ودولة اسرائيل: انتِ تتصلين باسرائيل يا عيوني وهيدا ممنوع شو وين عايشة؟ ما بتعرفي بالقوانين .
كلمات ظلت تدوي في رأسي بعد ان طبش الخط في وجهي. انا اجبن من ان اخرق القوانين في العادة، غير انني لا املك من فلسطين سوي حفنة اصدقاء اريد ملامسة ارواحهم من خلال اصواتهم.
كما انني اخجل حين يكلمني احدهم، يسترشد من نبرة صوتي عن احوالي، فأروح اردد له العبارة ذاتها في كل مرة يهاتفني: مرسي لاتصالك، بس انا مافيني اتصل من هون، ممنوع، خلينا عالإيميلات .
شيء غريب يحدث. تلك فلسطين علي ما اعلم، هل ما عادت فلسطين؟ هل يحدث ان اصحابي يسألونني احوالي واحوال بلدي في الحرب وفي غيرها، ولا استطيع مبادلتهم السؤال في قلقهم وفلسطينهم وحربهم التي لا تكف، ونأيهم الذي يبدو بلا نهاية.اقلق حتي الموت احيانا حين اري علي التلفزيون هول ما يحدث لهم، واظل بكماء لان عامل السنترال يخوّنني ويغلق السماعة بوجهي فور سماعه الكود المريب.اغلب المكالمات الهاتفية التي تلقيتها في غضون حربنا الماضية كانت من الاصدقاء الفلسطينيين الذين يعرفون جيدا في فلسطين معني الوجع والموت اليومي والدمار. يعرفون معني الحفرة الهائلة التي ترديك فيها الحرب، فيهاتفونك رغبة في مشاركتك قلقك لانهم خبروه.
اغلبها من فلسطين، لا من ابوظبي ولا من دبي او من مصر او من الاردن. العراقيون ايضا يشاركونك هلعك، سوي ان اصدقائي من العراقيين لا يعيشون في العراق. لا اصدقاء عندي من عراقيي الداخل . كلهم من الخارج ويهاتفونني من باريس ولندن والدنمارك والسويد والمانيا وامريكا، وكل ما يخطر لك من بلدان علي خريطة العالم. اهاتفهم بدوري ويصلني بهم عامل السنترال بسهولة. الاتصالات الي كل العالم تعمل بسلاسة. خدمة تلفونية ممتازة شرط ان لا تنبس برقم فلسطيني. لا يصلهم صوتك هناك في الداخل، ولا كتبك ولا حبك ولا قلقك، فعامل السنترال لا يمزح في هذه الامور. العالم كله لا يمزح والقانون قانون وما من معاهدة تلفونات مع اسرائيل والحصار حصار فلا اصدقاء ولا من يحزنون. تواصلوا علي الإيميلات فقط، كأن الـ نت اخترع خصيصا لنحكي مع الفلسطينيين، وافكر انه أنسب وابلغ اكتشاف لوصف مشاعرنا، ولتبادل التحايا والقصائد والروايات والقصص والغصات.
احب ان اكلم صديقي فلان يا عامل السنترال: شو راح تخرب الدني اذا حيكت معو؟ اجابني وقد بدأ صبره ينفد قولي لدولتك ها الحكي. شو ناوية توديني عالحبس يا عمي قلتلك ممنوع، غريب امرك .
اجل غريب امري، وامية تماما مع عواطفي ولا افقه في المعاهدات واللعب تحت الطاولات والاعترافات باسرائيل او بغيرها. احزن فحسب من عجزي عن تطبيع مجرد مكالمة هاتفية مع صديق داخلي .افكر ايضا في موضة الجدران والعزل الحديثة، وافكر في الحصار، وبأن زياد يشبه عصفورا بلا ذيل، فلا يستطيع الطيران، ويفتقد الحس الجيد ويعاني صعوبة في التوازن، يختنق ويترنح يمــــينا وشمالا في طـــــــريق عـــودته من عــــند الحاجز الاسرائيلي الذي حال بينه وبين الذهاب الي البحر.
البحر بحرهم، ويمنعــــونهم. فكـــــرت ان اتلفن لزيــــاد ادعوه ان يأتي ليسبح عندنا، فعنـــــدنا البحر كتير ويكفـــينا معا، سوي انني تذكرت عامــــل السنترال الحريص علي ان لكل بحره.افتقر الي علاقة تبادلية مع ناس فلسطين من دون الدخول في دهاليز السياسة. افتقد الاكتمال الظافر لعملية سماع اصواتهم واسماعهم صوتي، كما لو انه مستحيل علينا الغناء والاحتفال بالاشياء كما نرغب ونحب، ومعلوم علي كل حال، انه لم يبق لنا من شيء نغنيه او نحتفل به.

جيروزالم بوست : اسرائيلي خدم في الجيش بالضفة مرشح لمنصب وزير في حكومة ساركوزي



القدس المحتلة ـ يو بي آي:
ذكرت صحيفة جيروزالم بوست امس الاربعاء ان ارنو كلارسفيلد نجل مطاردي النازيين الشهيرين سيرج وبيتي كلارسفيلد مرشح بقوة لتولي وزارة الهجرة والهوية الوطنية في اول حكومة سيعلن الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي عن تاليفها في الاسابيع المقبلة.واشارت الصحيفة الي ان كلارسفيلد، 41 عاماً، محام تولي العديد من المهمات التي كلفه بها ساركوزي اثناء توليه وزارة الداخلية تتعلق بالتعامل مع مشكلة الهجرة غير الشرعية الي فرنسا.
وولد كلارسفيلد في فرنسا وانحاز الي ساركوزي واليمين الفرنسي بعدما خسر تعاطف اليسار الفرنسي في العام 2002 نتيجة حصوله علي الجنسية الاسرائيلية والانضمام الي شرطة الحدود الاسرائيلية حيث خدم علي نقاط التفتيش المحيطة ببيت لحم.وعندما عمل لدي ساركوزي، كان كلارسفيلد يحضّر التقارير المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين وساعد علي التفاوض للوصول الي اتفاق ينهي التظاهرات التي شهدتها الضواحي الباريسية.كما كلف ساركوزي كلارسفيلد مهمات عدة تتعلق بحقوق الانسان ونشط في قضية انشاء محكمة الجرائم الدولية للنظر في المجازر التي ارتكبت في كوسوفو ورواندا.
لكن مسؤولين في حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية، الذي يتزعمه ساركوزي، قالوا للصحيفة الثلاثاء انه لا توجد قرارات نهائية فيما يتعلق بالمناصب الوزارية في الحكومة الجديدة، مشيرين الي عدم سماعهم بالشائعات التي تتناول كلارسفيلد والتي نشرتها صحيفة لوفيغارو .اما بشأن امكانية تولي كلارسفيلد مهمة المبعوث الخاص لساركوزي الي الشرق الاوسط، فقال المسؤولون في حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية ان خدمة كلارسفيلد في جيش الدفاع الاسرائيلي قد تشكّل عائقاً امامه في سورية ولبنان واراضي السلطة الفلسطينية.وقال مسؤول حزبي لقد صوّت حوالي 70% من اللبنانيين الفرنسيين الي جانب ساركوزي. لذا فهم يملكون توقعات كبيرة بشأنه (كلارسفيلد). لكن عندما تتحدث عن حزب الله، سيكون عليهم الاعتراف بان كلارسفيلد هو فرنسي اولاً وليس اسرائيليا. عليهم الاعتراف بصفته الرسمية وليس الشخصية .وكان كلارسفيلد اعلن مراراً ان الفلسطينيين مسؤولون عن بعض ضحايا المحرقة اليهودية.
وفي مقال نشره في صحيفة لوموند الفرنسية في العام 2001 قال كلارسفيلد لو انه سمح في ذلك الوقت لليهود في المانيا وبولونيا وهنغاريا ورومانيا بالسفر الي فلسطين، لما كان عدد ضحايا المحرقة مرتفعاً الي هذا الحد .وعن الدولة الفلسطينية يعتقد كلارسفيلد ان هذا الحلم يجب ان يتحول الي حقيقة، مشيراً الي انه يجب عدم منع الفلسطينيين والاسرائيليين من العيش في اراضي بعضهم البعض.

كاريكاتور الحجاج المممنوع من النشر


عمون - الكاريكاتور المنشور على "عمون" احد الكاريكاتورات التي خطها الفنان عماد حجاج ومنع من النشر .

«يوسف سليمان» يتقمّص دور مندوب مبيعات أدوية طبية.. ويكشف المستور * الأدوية المقلدة والمهربة تغزو الأسواق ولا سيما«الزرقاء وسحاب»





الدستور ـ التحقيقات الصحفية ـ يوسف سليمان
كانت جولة شائقة شائكة .. امتدت من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء ، ومن العاشرة ليلا إلى الثانية بعدما انتصف الليل ، رافقت فيها أكثر من مندوب مبيعات أدوية ، حيث طوفنا ـ خلالها ـ على أكثر من عيادة وصيدلية ، في شرق عمان وغربها ، شملت ( وسط البلد ، مرج الحمام ، اليادودة ، الطيبة ، ناعور ، خريبة السوق ، الجاردنز ، الشميساني ، تلاع العلي ، زيزية ، مأدبا ، البقعة ، عين الباشا ، البيادر ، وادي السير .... )..
فكان ماذا ؟اطلعت على مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ،، هو رجل معروق اليدين ، ناحل الجسم ، مهزول البدن ، قد هدّه تعاقب الليل والنهار ، وآده ( أرهقه ) الشقاء المتقادم ، الذي شهدته عيناه ، مذ ارتحل ولده عن حياة هذا الناس .. جعل صاحبنا يصرخ بصوت حاد ، كأنما هو قدر تغلي ، أو مرجل يفور .. قال ـ وهو يكاد يتميــّـز من الغيظ :"كيف السبيل إلى طفل ألاعبه ؟ كيف السبيل إلى طفل أناغيه ؟ كيف السبيل إلى ضمة وشمة .. كيف ؟ كيف ؟ .. آه : قد كان شيئا كان ، ثم انقضى".. وطفق يبكي بدمع سخين ، تكاد السموات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخرّ الجبال هدّا ،،
وبعد : فليس بأمر ذي عجب ، أن ترى باعة يختانون الناس ويخادعونهم عن أنفسهم ، بصرفهم عن مقاصدهم وغاياتهم ، لكن العجب العاجب أن ترى ملاكا ، أو من يعدّه الناس ملاكا ، لأنه يتطلب المثالة ( المكانة الرفيعة ) بينهم .. ولو اطلعت على باطنه لأبصرت ـ من غير شك ـ امرءا جشعا ، ووحشا ، ضاريا ، لا همّ له إلا أن يملأ كيسه بالأصفر الرّنان ، وحبات العرق التي رشح عنها جبين مغلوبْ على أمره ، دفع ماله ـ حين دفعه ـ مطيعا لما يرضي المجتمع ، عاصيا لما يرضيه هو ، من حيث كونه رجلا قـــُـدًر عليه رزقه ، فهو يبتغيه بشق الأنفس ، وعرق الجبين ، وإراقة ماء الوجه .. لمن علا وسفل .. فبأي خلق ، وبأي ضمير ، وبأي كتاب وسنة ، يقدم صيدلاني حاذق ، جاءه رجل لهيف ، وقد تاقت نفسه إلى طفل يعابثه ويناجيه ، ثم يسر الله لزوجه الحمل ، بعد أن دفع المسكين القليل والكثير ، ( عشرين ألف دينار ) ، يقدم الصيدلاني على إغرائه بشراء"مثبت حمل" ، زهيد ثمنه ( بس بدينار .. والأصلي بسبعة دنانير ، وما في فرق ) ، فيشتريه المفجوع ، لما بهظه من تكاليف العلاج التي ذكرنا من قبل ..
فإذا .. فإذا هو"نشا" .. و( يا حلم ضاع ) ، ،مهنةتنحصر مهمة مندوب مبيعات الأدوية الطبية في : إيصال الطلبات ، وتحصيل أثمانها ، وتعريف الصيدلاني بالمنتج الجديد ، وتذكيره ـ كذلك ـ بسائر المنتجات .. اختيارتم اختيار هذه المهنة لعدة أسباب ، أهمها : قبول أحد المندوبين مرافقتي له في جولاته .. والاطلاع على أكبر قدر من المخفي المكتوم من أسرار الصيادلة ، والأطباء ، وشركات الأدوية ، ومهربيها ، ومقليدها ، ومروجيها ..
وأمور أخر ، يأتيك نبأها في أثناء قراءتك هذا التحقيق ، الذي سقناه على هيئة اللمع ( الفلاشات ) ، والملاحظات ، لتعذر ذكر أسماء الأشخاص الذين حاورنا ، وخالطنا ، وأفدنا منهم ، لما ينطوي عليه التلميح والإشارة من ضرر وأذى .
وإليك ـ أخي القارئ ـ جملة من هذه الملاحظات ، التي طوينا ( بعضا ) منها ، لأن .."ما كلّ ما يعلم يقال"..
أدوية مقلدة ،،أدوية شبكية القلب ، ثمن العبوة الأصلية ( 67 ) دينارا ، تقلد في منطقة سحاب ، وتعبأ بمادة"النشا" ، وتباع بخمسة دنانير ليس غير،، .. وقد نتج عن تعاطي الدواء ، هذا المقلد ، حالتا وفاة ، وأغلقت ـ مؤخرا ،، ـ صيدليتان اثنتان جراء ذلك .. على ما صرح به الصيدلاني ( م . ن ) .نسبة ربح، ،نسبة الربح ، منذ زمن بعيد ، هي هي ، لم تتغير (4 .21 ) ، مع أن أسعار الدواء إلى ارتفاع .. هذا قبل الخصم ، أما بعده : فتصبح نسبة الربح ( 10 ـ 5% ) ، وهي نسبة ضئيلة ، لا تفي بسداد أجرة المحل ،
لذلك : ازداد عدد الصيادلة الفقراء ، وازدادت حالات بيع الدواء المهرب ، والمقلد ، والمغشوش الضارّ .مهدئات،،قيام بعض الصيدليات الكبرى بصرف أدوية مهدئة ، دون وصفة طبية ، لأشخاص تقل أعمارهم عن الـ ( 18 ) عاما .بيع وشراء، ،قبول بعض الصيادلة شراء الأدوية الخاصة بوزارة الصحة ، ووكالة الغوث (UN) ، و مستشفيي البشير والجامعة ـ أي : أدوية التأمين الصحي .. بأسعار زهيدة ، وبكميات كبيرة ، من قبل أشخاص مجهولين ، مع ما في ذلك من المخالفة عن قوانين حفظ الدواء ( التبريد ) .مولات، ،الإذن لبعض الصيدليات بإنشاء أكثر من فرع ، على هيئة المولات ، في جميع محافظات المملكة ، الأمر الذي يضر بالصيدليات الصغيرة .أدوية "كيف"،،ومن المخاطر التي يتعرض لها العاملون في هذا القطاع ، أن أحدهم ، إذا باع دواء مهدئا ، بعد أن يستوفي الشرائط القانونية ، أي : الوصفة والعمر ، كان ذلك وبالا عليه ، حيث يتقاطر عليه مدمنو المنطقة وما جاورها ، والويل كل الويل له إن امتنع ، أو قصر في تأمين أدوية"الكيف"،،
اقتراح لذلك : فقد اقترح أحد الصيادلة ، أن تقوم الدولة ـ فقط ـ بالإشراف على توزيع المهدئات ، في أماكن مخصوصة ، تحت حراسة أمنية مشددة .نسبة،،ومن الامور التي تبدت لنا ، أثناء تطوافنا على الأطباء والصيادلة في آن ، أن بعض الملائكة ( أعني الأطباء ) ، أو من ينبغي أن يكونوا في قوة الملائكة ، لا يكتبون اسم الدواء ( الماركة التجارية ) ، ما لم يحصلوا على نسبة عن كل علبة دواء يصرفونها ، ولا سيما الأصناف الأجنبية ، في مناطق عمان الغربية ، حيث يرفض أطباؤها وصيادلتها .. جميعا ، استعمال الدواء الوطني ، مع أنه الأكثر ربحا ، والأعظم فائدة ، من الناحية التجارية .استرضاء شركات الأدوية،،ثم إن هناك فئة عظيمة من الأطباء ، الذين لا يرعون عن إضافة ماركات معينة على الوصفات ، ولا سيما المسكنات ـ مع أن المريض لا يحتاجها ـ وذلك : لأنه حظي بسيارة ، أو رحلة إلى شرم الشيخ ( مع الأولاد ) ، كما صرح لي بذلك أحد الزملاء ـ مندوب مبيعات طبية ،، .. بل إن بعضهم يكتب أكثر من أسم دواء انتجته الشركة التي أكرمته .. وإلا ، فكيف يفسر وجود أسماء بعض الأدوية ، التي هي حديثة عهد بإنتاج ، مرسوما على ( الروشتات ) ، مزينة به ؟، ..
وقد تجد اسم أكثر من دواء ( أربعة مضادات حيوية مثلا ) على وصفة واحدة ، مع أن مضادا واحدا منها يفي بالغرض ، كل ذلك : بغية إرضاء جميع الشركات التي قدمت له ومنحته ، ولتزداد النسبة التي يتقاضاها بازدياد عدد الأدوية الموصوفة ، وقد علل أحد الأطباء رفضه وعزوفه عن قبول الدواء البديل ، مع اشتماله على التركيبة الكيميائية نفسها ، علل ذلك بـ .. بـأن مندوب الشركة التي تنتج الدواء ، هذا البديل ، لا يزوره ،،وكالات و.. نقباء، ،بعض نقباء الصيادلة ، يقومون بسحب وكالات مهمة من أشخاص كانوا يحوزونها .. لصالحهم ، وبعض آخر ، كان ينادي ـ أثناء الحملة الانتخابية ـ بشعار"لا للأدوية الأجنبية" ، لكنه ـ وبعد الظفر بمنصب النقيب ـ أصبح يمتلك عدة وكالات أجنبية ـ على ما أفاد أحد موظفيه، ،تنكات الديزل، ،توجد معامل ومصانع خاصة بإعادة تعبئة الدواء الذي يهرب داخل ( تنكات الديزل ) على شكل أشرطة ، هذه العبوات ، تكاد تكون مشابهة للأخرى الأصلية ، ماخلا فروقا يسيرة ، لا يهتدي إليها إلا العالمون ..
وهذه المعامل التي أشرنا إليها ، توجد في مدينة سحاب ـ الحي الشرقي .مكافحة الفسادوقد تم ضبط كمية من الملصقات ، التي تستخدم في إعادة تعبئة وتغليف بعض الأدوية المخالفة والمهربة ، وكذلك مجموعة من المسكنات التي تعاد تعبئتها ، وتباع على أنها منشطات جنسية .. داخل أحد المنازل الكائنة في"الحي الشرقي ـ سحاب" ، من قبل "مديرية صحة شرق عمان" ، وبالتعاون مع"مديرية مكافحة الفساد" ، العام الماضي ، ( 6 ـ 2006 ) ، والقضية منظورة ـ الآن ـ أمام قاضي صلح محكمة سحاب .فوقية، ،هناك نسبة عالية من الأطباء والصيادلة ، يتعاملون مع المندوب بفوقية ، وليس أدلّ على ذلك من قول أحدهم لزميلي الذي رافقت :"مرّ بي الساعة الحادية عشرة ليلا ، لأكتب لك ( الشيك ) ، فقد اعتدت كتابة ( الشيكات ) ليلا ،،".. كانت الساعة ـ آنذاك ـ الواحده ظهرا .
عطارة.. وعطارون،،فوجئت بوجود أحد العطارين ، داخل صيدلية كبيرة مشهورة .. كان يقوم بعرض وترويج جملة من الأدوية والمنشطات الجنسية ( غير المرخصة ) ، بكميات كبيرة ، من مثل مادة"السبيد" المهيجة ، والـ" دوز" ، و .. ،، تأمين صحي، ،الكثير من الصيدليات .. باتت ترفض قبول وصفات التأمين الصحي الحكومي : ذلك أن الصيادلة يدفعون لشركات الدواء ( دفعات فورية ) ، أو شبه فورية .. في حين أن "وزارة الصحة"تستغرق تسعة أشهر ، لأداء خمس قيمة المطالبة ، بدل تأمين صحيّ ،، الأمر الذي يسبب عجزا ماليا للصيدلية .سوق الزرقاء،،لا بدّ من مرور الأدوية المهربة و( المضروبة ) ـ قبل دخولها محافظة العاصمة ـ بسوق الزرقاء ، الذي يعد الأكبر من حيث استيعاب هذه المواد ، وتصريفها ، و( حرق ) أسعارها . طريقة غير مشروعة،،رأيت ـ أثناء الجولة ـ حبوب منشطات جنسية ( فياغرا ) ، بلونها الأصلي ، الأبيض ، قبل أن تصبغ باللون المعهود ، الأزرق .. وهذ يعني أنها أخرجت من المصنع بطريقة غير مشروعة ، وإلا كيف وصلت إلى الأسواق على هذه الشاكلة ؟، بسطات.. ونفايات، ،كما رأينا بسطات ، تباع عليها الأدوية ـ على اختلاف أشكالها ـ ولا سيما المنشطات الجنسية ..
إحدى هذه البسطات كانت فوق ( برميل ) نفايات ،، كما أنها تبقى ـ زمانا طويلا ـ وهي معرضة لشمس حارقة ، بعيدة كل البعد عن طرائق وأساليب الحفظ المعروفة .سلة مهملات، ،أحد الصيادلة ، أراني المكان الذي يخبئ فيه الدواء : ( المهرب ـ المقلد ـ الفاسد ـ غير المرخص .. ) ، كان سلة المهملات .وبعد ذلك: فأين دور الرقابة الصحية على مرتكبي هذه المخالفات التي ذكرنا ؟ .. لقد جف القلم ـ يشهد الله ـ حياء لكثرة ما كرر وذكــّــر ودعا .. ولا مجيب .. فهل ـ الساعة ـ من مجيب ، أم أن الأمر يتطلب الانتظار إلى قيام الساعة.

07 May, 2007

The two faces of Sarkozy

He made his name as a minister who was accused of dividing France with his hardline rhetoric. But last night he won the race to succeed Chirac and vowed to be 'a president of all the French'

By John Lichfield
Published: 07 May 2007

France has taken a sharp turn to the right, electing Nicolas Sarkozy by a thumping majority to be President for the next five years.
M. Sarkozy defeated the Socialist candidate, Ségolène Royal by about 52.7 per cent to 47.3 per cent.
Although a centre-right President will replace a centre-right President on 16 May, M. Sarkozy, 52, represents a much harder, less compromising kind of right wing, but also protectionist, politics.
Clashes immediately broke out in Paris ­ and a dozen other cities ­ between riot police and left-wing youths protesting against M. Sarkozy's victory.
In an energetic, but sometimes disturbing, campaign, M. Sarkozy promised to cut taxes and curb trades union rights but also to restore "moral values " allegedly betrayed by successive left-wing and centre-right governments for four decades.
M. Sarkozy's wife, Cécilia, said to have left him after a split during the campaign, did not turn up to vote with her husband when he cast his ballot near his home in Neuilly-sur-Seine, just west of Paris, yesterday lunch-time.
In his victory speech, M. Sarkozy, the son of a Hungarian immigrant, attempted to reach out to his many critics. He said he would be the " President of all the French people" and would govern "in a spirit of inclusion ... so that everyone feels that they have the same chances as everyone else". He declared himself a "convinced European" but begged other EU governments to "hear the cry of peoples who want to be protected ... and see in the EU a Trojan horse for all kinds of menaces" . This was a clear warning ­ and not the first ­ that M. Sarkozy would push for a protectionist European trade and immigration policy.
Yesterday's result was a stinging defeat for the French Socialist Party and Mme Royal ­ the third successive presidential election won by the right. She started the second round campaign two million votes behind M. Sarkozy and needed centrist voters to switch to her en masse.
Polls indicated yesterday that one in five of them had abstained or voted blank. The rest of the centre vote split down the middle between Mme Royal and M. Sarkozy. She had scored well among younger voters but was flattened by a Sarkozy landslide among the late middle aged and the elderly. There was an 84.8 per cent turnout, the highest for 26 years.
Mme Royal, 53, still beaming her wide smile, accepted defeat graciously. She said she had started a "renewal of the way politics is conducted in France, and especially on the left ... Something has arisen in France which will not stop here," she said. She said she intended to remain an important figure in the rebuilding of the left in new alliances with the centre ­ something other Socialist leaders will contest.
Last night's triumph crowns a four-year march to power by M. Sarkozy, starting when he began to denigrate his ageing boss, President Jacques Chirac, a year after the last election. The former interior and finance minister presented himself initially as a man capable of healing the divisions in French society; a man of action, rather than an ideologue.
During the last couple of months, his campaign moved sharply to the right. He adopted the language and tone of a populist outsider, rather than the representative of an outgoing government. He attacked the "moral bankruptcy" of the left on crime and security. He suggested that the values of the 1968 left-wing student revolt in France had sapped the moral fibre of French society and enfeebled all recent governments, including those in which he had himself participated.
M. Sarkozy's rhetorical lurch to the right hooked many former far-right voters but may make his task as President much harder. His language has allowed opponents on the left and centre to demonise him as a threat to democracy. Last night's violent protests by anarchist and far-left youths, and scattered incidents in the suburbs, were condemned by left and right alike. They may, however, be signs of worse to come.
M. Sarkozy claims to be the candidate of "renewal" and " rupture" with the past. Opinion polls suggested that his greatest concentration of support was among older groups of voters. This was already true in the first round. Older voters may have been less inclined to vote for a woman. They may have been more sensitive to M. Sarkozy's appeals on crime, security, immigration and "national identity".
There were two Sarkozys in the race: the ranter and the reformer. The generational break-down of the vote suggests that, of the two, it was the conservative-populist who won the most support.
Outside a polling station in the 12th arrondissement of Paris, which voted 32 per cent for each candidate in the first round, it was difficult to tell the "Sarkozystes" from the "Ségolènistes". There were many cases of people who looked vaguely leftish who were voting for Sarkozy and people who seemed grimly conservative who were voting for Royal.
"The split is bizarre," said Sophie, 36, a smart-looking marketing executive, who had voted for Mme Royal. "There are people from the left voting Sarko because of his law-and-order mantra. There are people from the right voting Royal because they are scared of Sarkozy."
Share of the vote

53 per cent The share of the vote won by Nicolas Sarkozy in the second round of the French presidential elections

47 per cent The share won by his Socialist rival Ségolène Royal
independent
By John Lichfield
Published: 07 May 2007

الروس يغزون العرب بـ500 اعلامي و الوولوسو الافريقية ستهزّ قفا العالم!



اطلق الروس امس اول صواريخهم الاعلامية عابرة القارات، مستهدفين ثلاثمئة وخمسين مليون عربي منتشين كونهم صاروا قصعة اعلامية كثرت عليها الآكلة.
المحطة الفضائية الناطقة بالعربية، والتي تحمل اسم روسيا اليوم تنشد أن تكون وجه روسيا الجميل في العالم العربي لاستعادة النفوذ الذهبي الضائع، الذي كان يتمتع به الاتحاد السوفييتي في الشرق الاوسط.وربما اختار الرئيس الروسي الاثير فلاديمير بوتين وريث الـ كي جي بي الوفي أن يزف هذا الخبر السار مباشرة للرئيس المصري حسني مبارك في عيد ميلاده، حينما ابلغه في اتصال هاتفي مساء الجمعة بأن الروس قادمون ، فجماعة تولستوي مصرون علي الصحوة والريادة في الحرب والسلام .
ومن المنتظر ان تنافس قناة روسيا اليوم ، التي ستبث من استوديوهاتها في موسكو، عبر الاقمار الصناعية BADR 4 ، NILESAT 103 و HOT BIRD 6 لمدة 20 ساعة يوميا قناتي الجزيرة و العربية والقنوات الغربية الموجهة الي العالم العربي، وهي مهمة لاشك جسيمة وتحد سيكون مثيرا وصعبا، بل شائكا ومشوقا في آن، من المبكر الحكم عليه.ومع التهليل بهذه القناة، في باقة القنوات العربية، والتي لا شك انها ستكون اضافة ثرة لا تشبه غيرها كونها ستنقل روسيا المفقودة بثقافتها المعطاءة وسياستها وحضارتها ـ وهي في كل ذلك عالم خاص من الغموض والتميز ـ الي مشاهد عربي صار متمرسا بفرز القمح من الزيوان، ولم تعد تأخذه فتنة الصورة علي حساب تجاعيد الموقف.
ويبدو ان الروس اختاروا توقيتا ذكيا ومدروسا، بعد ان مهدوا الفضاء والارض للعودة الي المياه الدافئة ، فقد نشطوا سياسيا واقتصاديا، بحيث صار طريق الانزواء مستحيلا عليهم، فأقاموا اهم علاقاتهم التاريخية مع السعودية والامارات وقطر، واعادوا وصل حبل الود الدافئ مع سورية، وما زالوا ينسجون خيوطهم مع الجزائر وليبيا وباقي الدول العربية بتؤدة وأناة.
واختاروا التوقيت الوسط بين اطلاق الفرنسيين محطتهم العربية فرانس 24 قبل اسابيع، وتأهب البريطانيين لإطلاق قناة بي بي سي التلفزيونية الناطقة باللغة العربية في وقت لاحق من هذا العام.لكن المحك الحقيقي لـ روسيا اليوم وهي تحتضن نخبة مميزة من الكفاءات الاعلامية العربية المهاجرة في الغالب هو في كسب قلوب وعقول ملايين العرب المزمنين في التوق للنوافذ المفتوحة علي الموضوعية والحقائق والمواقف الشجاعة، لا عن طريق الوقوع في غواية التحالف مع الانظمة، الذي فتت كثيرا من مجسمات القنوات الموجهة عربيا، وخاصة قناة الحرة الامريكية التي اطلقت عام 2004 لتحسين صورة أمريكا امام الرأي العام الاعلامي العربي والاسلامي، فكانت النتيجة انها سعت لتجميل ما ارتأت انها قيادات الدول المعتدلة فانصرف المشاهدون واعرضوا عن التفاعل والتواصل معها، فلا هي عدلت الصورة الامريكية ولا احدثت جديدا علي النمط الغربي المعروف، بل ربما شوهت دون قصد اهم مصطلحاتها في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.والمحك الاصعب لـ روسيا اليوم سيكون في التنافس مع الجزيرة ، التي صارت منذ انطلاقها طبقا يوميا لغالبية العرب حكاما ومحكومين يتحلق حوله الصغير قبل الكبير.
لكن ربما يكون لروسيا مضمار آخر للسباق، فالمحطة تحتضن حوالي 500 اعلامي وتقني، منهم عدد كبير من الاعلاميين العرب من ممثلي القنوات التلفزيونية العربية، الذين وفد معظمهم من سورية ولبنان، وعلي رأسهم المشرف العام للقناة الدكتور يحيي العريضي، ذو الباع الطويل في حقول الحقل الاعلامي الشائك. وهي بالتالي لن تبدأ من الصفر، فيداها في الطين، اضافة لتميزها بنخبة من الصحافيين والمستشرقين والمستعربين الروس اللامعين الذين التحقوا بمواقعها المسؤولة، والذين تربطهم علاقات اعلامية وثيقة بالشخصيات العربية، حيث يتوقع ان يلعب هؤلاء دورا متميزا في استقطاب مختلف الشرائح العربية والمسؤولين العرب للتواصل معهم سواء بالتأثر أو التأثير.ولعل من اهم مميزات هذه المحطة، والتي يمكن ان تتفرد بها هو ان في حوزة الروس كثيرا مما لم يقل بعد حول التاريخ المعاصر للمنطقة العربية، والمخزون الضخم من المعلومات والملفات التي لم تنشر وما زالت غالبيتها حبيسة الأدراج في الأرشيف السابق للكرملين.
اذا.. المكوك الفضائي الروسي الجديد انطلق بعد طول بيات في القلعة المحاصرة، لكن مساره ونجاحه في ارتياد مقصده ومداره سيحدده مدي عمق الصحوة الروسية هذه، وعليه دعونا نتأمل ولا نسارع في الحكم علي حلم بوشكين.استقراء الخلفيةاخيرا، تراجعت ديكتاتورية الوجه في هيمنتها علي صناعة الفيديو كليب ، فقد اخذ مطرحه مكان أطفح يعرف تحريكه في ساحل العاج بـ الوولوسو ، وهي رقصة مثيرة تعتمد التركيز علي اثارة العجيزات وهزات القفا وانثناءات الارداف ورجفان الاوراك.لكن الحساد لا يريدون ان يتركوا الناس بحالهم، فقد ثارت ثائرة اهالي غينيا علي ذمة الـ بي بي سي ، حينما قدمت فرقة من ساحل العاج عرضا الاسبوع الماضي اعتبره المشاهدون قفويا اباحيا.
وهذه الرقصة ـ للباحثين عن المعرفة ـ تتطلب من المراهقات ارتداء التنورات التي تكشف عن البطن وحزءا يسيرا من الارداف، وتهزها هزا يمنة وشمالا حتي تنعدم الاتجاهات، فيصير الرقص علي طريقة محافل الزار للفتيات والمتعة للجميع، ولّي ما يشتري يتفرج. وهذا النوع من الرقص الافريقي الايروتيكي بات يشق طريقه الي الفيديو كليب العربي الحديث، الذي جهد وبكل امانة في تعويم الخلفيات عن طريق تقصير التنانير واختصار ثلاثة ارباعها لزوم تحريك المشهد والمشاهد في ثنائية غريزية منفلتة وطقس غير روحي.وما دمنا بهذا المكان الاثير من الجسد، فقد توصل باحث الماني مرموق الي اكتشاف حديث، سيغير قراءة الطالع، مرة والي الابد، فقد ذكر المذيع خالد ابو النجا في بداية برنامجه الليلة الكبيرة علي فضائية دبي مساء الجمعة نقلا عن هذا الخبير ان خفايا واسرار ومكنوانات طالع الانسان موجودة كلها في قفاه، وان كبر وصغر حجمها وشكل تكورها او تهدلها يحدد شخصية الانسان وتوجهاته، بل وربما مصيره.
وهذه النظرية ـ ان صحت ـ ستكون كشفا لم يحظ بمثله حتي غاغارين في رحلته الاولي للفضاء، وما يثير هنا اذا كنا في العادة نمد يدنا لقارئ الحظ كي يغوص في خيوطها ومساماتها ويستقرئ لنا مستقبلنا، فماذا عسي قارئ الطالع أن يسأل المستطلع من الان وصاعدا هل يقول له او لها انحن ام أدر لي ظهرك كي اري وأطالع، ام ماذا؟وهل سيكون لهذا الكشف تأثير رجعي علي عرافينا وعلي معاني اغنية عبد الحليم الشهيرة قارئة الفنجان؟ولكن للامانة التاريخية البحتة.. اذا كان هذا الالماني يعتقد انه كان السباق لهذا الفتح الخلفي، فاننا في المشرق العربي عرفناه قبل ان يولد بأزمان.. ألسنا نحن من يقول للشخص المحظوظ ان حظه في قفاه أو ما يرادفها بالعامية؟
أنور القاسم
كاتب من أسرة القدس العربي

50 شخصية إسرائيلية تزور عمان بدعوة من عبدالسلام المجالي



عمان- أكد مصدر مطلع ان خمسين شخصية اسرائيلية ستزور الاردن تلبية لدعوة من رئيس الوزراء السابق عبد السلام المجالي في اطار الجهود المبذولة لتفعيل العملية السلمية.
وقالت صحيفة يديعوت احرنوت ان جلالة الملك عبدالله الثاني قد يلتقي الوفد خلال مأدبة غداء يقيمها المجالي، على ان مصدرا في الديوان الملكي لم يؤكد ان جلالة الملك سيلتقي الوفد.
وقال المجالي في اتصال هاتفي مع لـ"الغد" من ألمانيا انه سيشرح لدى عودته الى الاردن تفاصيل زيارته الى اسرائيل والدعوة التي وجهها الى الشخصيات الاسرائيلية، رافضا الدخول في تفاصيل حول موعد الزيارة والشخصيات المدعوة، واذا كان جلالة الملك سيحضر اللقاء ام لا.
وكان المجالي اكد في تصريحات صحافية سابقة عقب انهاء زيارته الى اسرائيل ان زيارته كانت "مهمة شخصية ولم تأت بتكليف رسمي"، لافتا الى انه سعى فيها الى اقناع الاسرائيليين بأن العرب جادون في عرض السلام.
وقالت صحيفة يديعوت احرنوت ان قائمة المدعوين تشمل أعضاء الكنيست يوسي بيلين وزهافا غلؤون (ميرتس) وعمير دوتان (كديما) وأفيشاي برافرمان (العمل)، والكتّاب، عاموس عوز ودافيد غروسمان، ورئيس جهاز الشاباك (المخابرات) الأسبق يعقوب بيري، والبروفيسور آشر سسار من جامعة تل أبيب، ونائب رئيس جهاز الموساد السابق دافيد كمحي، ومدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين، والصحافي إيتان هابر وصحافيين آخرين.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اكد خلال لقائه نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين وغربيين اخيرا على ضرورة وضع آلية عمل عربية لتفعيل مبادرة السلام العربية التي كانت تبنتها قمة بيروت العام 2002.
وأشار جلالته خلال اللقاءات إلى أهميّة دور نشطاء السلام في كل من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل والدول المعنيّة بمستقبل العمليّة السلمية في المنطقة كافة، وقال أن نشطاء السلام هم القادرون على إقناع الغالبيّة الصّامتة في دولهم ومجتمعاتهم بأهميّة السلام لحاضر ومستقبل أجيال المنطقة.
وكان القادة العرب جددوا تمسكهم في قمة الرياض نهاية آذار(مارس) الماضي بمبادرة السلام العربية، في حين كلفت الدول العربية الاردن ومصر اجراء اتصالات مع اسرائيل والسعي لقبول المبادرة العربية. .

03 May, 2007

حسومات من أجور 100عامل في الأشغال بعيد العمال



قال رئيس لجنة عمال المياومة محمد السنيد أن وزارة الأشغال ستعمل على خصم أجرة يوم لنحو 100 عامل من عمال المياومة الذين يعملون تحت مظلة وزارة الأشغال، بسبب مشاركتهم في اعتصام عمال المياومة أمام مجلس النواب ورئاسة الوزراء أمس الأول.
وبين رئيس اللجنة لـ "الدستور"أن عمال المياومة في وزارة الأشغال سيبدأون اليوم اعتصاماً عن العمل بالتزامن مع إضرابهم المفتوح عن الطعام ، احتجاجاً على السياسة التي اتبعتها الوزارة مع العمال الذين مارسوا حقهم في الدفاع عن مكتسباتهم المتمثلة بتحويلهم إلى فئة المقطوع ، من خلال الاعتصام في يوم عيد العمال على وجه التحديد.وأضاف أن عمال المياومة في وزارة الزراعة سيعتصمون اليوم عن العمل أمام مختلف مديريات الزراعة الموزعة في مختلف محافظات المملكة ، مؤازرة لعمال المياومة في وزارة الأشغال ، منتقداً في ذات الوقت هذه السياسة في حق العمال لا سيما في يوم عيدهم ، الأمر الذي يخالف ما دعا إليه جلالة الملك في رسالته يوم عيد العمال لكافة العمال بأن يمارسوا حقوقهم المشروعة للدفاع عن مكتسباتهم.
عمان - الدستور

02 May, 2007

رجل المناصب في المكان المناسب

القنطار يوجه رسالة للمؤتمر الدولي للاعلام في دمشق



وجه عميد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي سمير القنطار لمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للاعلام العربي الإسلامي لدعم الشعب الفلسطيني المنعقد في العاصمة السورية. دمشق من 30 نيسان لغاية 2 أيار 2007. رسالة من زنزانته في معتقل هداريم في فلسطين المحتلة إلى المؤتمرين. جدد فيها باسمه واسم الأسرى في سجون العدو الصهيوني كافة. "عميق التحيات والتقدير لكل الشخصيات السياسية والإعلامية والفكرية ولكل وسائل الإعلام المساندة والداعمة. على ما يقدمونه من جهد وإخلاص ووفاء لنضال وعذابات الأسرى وإصرار على حمل أشرف راية خفاقة فوق ثرى الأمة راية المقاومة الباسلة".
وجاء في رسالة الاسير القنطار. التي تلاها شقيقه بسام أمام المؤتمرين "إننا ندرك جيدا عبء المسؤوليات والمهام التي تتحملونها في سبيل بقاء صدى تضحياتنا يدوي. وندرك جيدا أن تحملكم المسؤوليات. ترتب وما زال يترتب عليه أعباء بالغة الصعوبة والقسوة في ظل الجهود التي تبذلها دوائر الاستكبار والتآمر لإخماد كل صوت داعم للمقاومة ولشهدائها وجرحاها وأسراها ومحاولة دفننا أحياء هنا في قبورنا الجماعية.
نحن ندرك أيها الأعزاء أن حربا ضروس تشن ضد الإعلام المقاوم. وضد الإعلام المساند لقضايا الشعوب المظلومة والرافضة للهيمنة والتسلط والاحتلال والقهر بكل أشكاله. ويترافق ذلك مع بروز منابر ووسائل إعلامية عربية تهدف إلى انسلاخ شعوبنا عن قضايا
النضال والتحرير. دائما يصل إلى مسامعنا ما تعانونه من مضايقات وحصار لأنكم ترفضون التنازل عن الانتماء للمقاومة والحق وتصرون على استمرار تشابك أياديكم مع أيادينا لنشكل سويا حالة تواصل لا تنقطع. إن لهذا المؤتمر دور كبير في ترسيخ مفهوم وثقافة المقاومة في وسائل إعلامنا. ولا يكفي إن نقول أن المقاومة ليست إرهابا لكي ندعي أننا نواجه ما يحاك ضد امتنا
وشعوبنا. بل يجب أن نبحث عن أساليب إبداعية وخلاقة في إيصال رسالتنا. وإبراز قدرات وطاقات الإعلاميين وخصوصا الشباب منهم. لأنهم يمتلكون الحماسة والرؤية. ويمتلكون أيضا الجرأة لكي يوازنوا بين المهنية والالتزام الوطني والقومي والإنساني. في الوقت الذي يطغى على بعض وسائل إعلامنا مسألة الاحتراف والمهنية ويغرق بعضها الآخر في الالتزام الشكلي والمبتذل".
ورفض القنطار إن يتم التعاطي مع الأسرى كمجرد أرقام. وقال "نحن بشر يحق لنا أن نعيش وان نتمسك بحقنا في الحد الأدنى لشروط الحياة الإنسانية داخل زنازين الصهاينة".
وأضاف" قبل سنوات وكما هو معلوم للجميع خاض جموع الأسرى السياسيين في سجون العدو الصهيوني إضرابا شهيرا عن الطعام الذي بدأ في 27/6/1992 وتواصل تسعة عشر يوما سقط خلاله شهيدا داخل السجون وشهداء وجرحى في مظاهرات التضامن مع إضراباتنا التي اندلعت في فلسطين المحتلة. ولقد حقق الأسرى سلسلة إنجازات ترقى بمستوى حياتهم للأفضل ومن بين ما تم تحقيقه هو السماح لنا بمشاهدة بعض محطات التلفزة العربية أي بواسطة الالتقاط الفضائي. وبقدر سعادتنا بالحصول على حق مشاهدة الفضائيات العربية بقدر ما شكلت لنا التجربة صدمة كبيرة. خصوصا عندما راجت بشكل مبتذل برامج "اتصل واربح" التي اعتقد أنها تعمم ثقافة الربح السريع لدى جيل الشباب وتؤدي به إلى الانحراف". وطالب الاسير القنطار المؤتمرين بتفعيل الإعلام المقاوم في وجه كل محاولات التضليل الإعلامي الخارجي. فضح الانتهاكات الإسرائيلية خصوصا الاعتقالات التعسفية والمحاكمات الجائرة ومنع زيارات الاهل والعزل والمعاملة المهينة والحاطة بالكرامة والتعذيب والضغط الجسدي والنفسي الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الأسرى. تكثيف أشكال التغطية الإعلامية كافة للأنشطة المتعلقة بالأسرى. بغض النظر عن حجمها وتوقيتها ومضمونها. "وعليكم أن تعلموا أن هذه التغطية بقدر ما تسهم في رفع الصوت من اجل حريتنا بقدر ما تعزز صمودنا هنا داخل الأسر. ترفع صورنا أو عندما يستطيع أسير ما أن يرى ابنه أو أقربائه عبر الشاشة في الوقت من المحظور عليهم زيارته". كما طالب بتسليط الضوء على الحالات الإنسانية خصوصا الأمهات والأطفال الأسرى وتسليط الضوء على أدب الحركة الأسيرة داخل السجون التي خرجت شعراء وفنانين وأدباء ومبدعين وفي ختام رسالته توجه القنطار "بتحيات قلبية إلى رجال المقاومة في لبنان "وفي مقدمهم القائد الحبيب سماحة السيد حسن نصر الله. وأبعث بالتحية والتقدير إلى فلسطين وشعبها المقاوم المرابض. إلى العراق المقاوم المنتفض في وجه المحتلين. إلى سوريا قلعة العروبة والى رئيسها الدكتور بشار حافظ الأسد. والى الجمهورية الإسلامية في إيران ورئيسها محمود احمدي نجاد. والى الرئيس المناضل هيوغو تشافيز في فنزويلا. وكل معسكر رافضي الهيمنة الأميركية الصهيونية وأعاهدكم أن تكون هامتي مرفوعة وقامتي قوية لا تلين
.

01 May, 2007

هموم: احتفال السفارة الإسرائيلية في عمان



كان رائعاً أن يقام احتفال السفارة الإسرائيلية في عمان بذكرى تأسيس الدولة العبرية في مقر إقامة السفير وليس في أي فندق من فنادق العاصمة ، وذلك بعد رفض هذه الأخيرة إقامة الاحتفال في صالاتها ، الأمر الذي انسحب على المطاعم التي رفضت بدورها تقديم الطعام ، ما حدا بالسفارة إلى جلبه من الدولة العبرية.
ينسحب ذلك على الحضور في احتفال هذا العام ، إذ اقتصر على أعداد قليلة من المشاركين ، فيما كان أغلب الحاضرين من أعضاء السلك الدبلوماسي الأجنبي ، خلافاً لسنوات سابقة ، أكان من حيث الحضور ، أم من حيث المكان والخدمات.
نحتفل بهذا الخبر رغم علمنا بأن الأوساط الرسمية ربما لعبت دوراً في هذا الذي جرى ، وذلك كنوع من الرد على التسريبات الإسرائيلية بشأن مواقف المملكة من قضية اللاجئين وقضايا التسوية عموماً ، إلى جانب جملة المواقف الأخرى التي تحرج معسكر السلام العربي ولا تمنحه فرصة ترويج أي من نظرياته السياسية.
لا شك أننا نتمنى لو لم تكن هناك أية سفارة إسرائيلية: لا في عمان ولا القاهرة ولا نواكشوط ، فهذا الكيان الغاصب لا يستحق من الأمة غير الحصار والحرب ، وليس إقامة العلاقات الدبلوماسية مهما كان مستواها.
أياً يكن الأمر ، فما جرى يستحق الاحتفال ، وهو تعبير حقيقي عن ضمير الشعب الأردني ومواقفه السياسية الرافضة لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وحين يخجل المطبعون ، باستثناءات محدودة ، من نسبتهم إلى قوائم المطبعين ، فإنما يعني ذلك إدراكهم لحقيقة أنهم يرتكبون إثماً يستحق الإخفاء ، وليس موقفاً يستحق المجاهرة والإعلان.
ما جرى بيننا وبين الدولة العبرية إلى الآن لا يستحق أن يسمى تسوية ، فالمخاطر التي يشكلها هذا الكيان على بلدنا لا تخفى على أحد ، وحين يتحدث المحتلون عن الدولة المؤقتة على قطاع غزة وما يتركه الجدار من الضفة الغربية ، فإنما يعلنون الحرب علينا حيث يفرضون بالضرورة شكلاً من أشكال الترانسفير على الفلسطينيين نحو الأردن.
لا يخجل هؤلاء المحتلون من أن يقيموا احتفالاً بإعلان دولتهم في بلد يستضيف العدد الأكبر من اللاجئين الذين كان الإعلان المذكور عنواناً لتشريدهم من أرضهم وسرقة ممتلكاتهم ، وحين يعبرون عن سخطهم من ممارسة من النوع الذي صدر عن الفنادق والمطاعم الأردنية ، فإنما يضيفون وقاحة أخرى إلى وقاحتهم كمحتلين مغتصبين لأرض غيرهم.في هذا البلد ، وكما في كل أركان العالم العربي والإسلامي رفض عارم للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، وقد رأينا في موريتانيا ، ذلك البلد الفقير عشرات المسيرات المنددة بالتطبيع ، كما رأينا لجاناً لمقاومته في المغرب وتونس والخليج والدول العربية والإسلامية ، فضلاً عن مصر والأردن.
إننا نتمنى أن يتكرر موقف هذا العام خلال الأعوام القادمة ، ونتمنى أن لا نسمع عن احتفال للسفارة الإسرائيلية في أي من فنادقنا ، فعلى هذه الأرض الطيبة شعب عظيم يرفض التعامل بود مع من يحتلون أرضه ويشردون شعبه. ونقول شعبه لأن شعوبنا شعب واحد ، وأمتنا أمة واحدة رغم تقسيمات سايكس بيكو.
ياسر الزعاترة/ الدستور